للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[القراءة على الدابة]

حدثنا١ حجاج، أنا شعبة، أنا أبو إياس قال: سمعت عبد الله بن مغفل -رضى الله عنه- قال: رأيت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح.

وهذا الحديث قد خرَّجَه الجماعة سوى ابن ماجه من طرق عن شعبة، عن أبى إياس، وهو معاوية بن قرة به.

وهذا أيضًا له تعلُّق بما تَقَدَّمَ من تعاهُد القرآن وتلاوته سفرًا وحضرًا، ولا يكره ذلك عند أكثر العلماء إذا لم يتله القارئ فى الطريق، وقد نقله ابن أبى داود عن أبى الدرداء أنه كان يقرأ فى الطريق.

وقد رُوِيَ عن عمر بن عبد العزيز أنه أذن فى ذلك، وعن الإمام مالك أنه كره ذلك.

كما قال ابن أبى داود: حدثنى أبو الربيع، أنا ابن وهب قال: سألت مالكا عن الرجل يصلى من آخر الليل، فخرج إلى المسجد، وقد بقى من السورة التى كان يقرأ منها شىء، فقال: ما أعلم القراءة تكون في الطريق.


١ البخاري في "فضائل القرآن" "٩/ ٨٣، ٩٢".
وأخرجه أيضًا في "خلق الأفعال" "٢٨٢، ٢٨٣"، ومسلم "٧٩٤/ ٢٣٧، ٢٣٨، ٢٣٩"، وأبو داود "١٤٦٧"، والنسائي في "الفضائل" "٧٩، ٨٠" والترمذي في "الشمائل" "٣١٢", وأحمد "٤/ ٨٥، ٨٦ و٥/ ٥٤، ٥٥، ٥٦", وغيرهم من طرق عن شعبة به.
فقول المصنِّف: رواه الجماعة إلّا ابن ماجه؛ فيه تسامح، فكان ينبغي تقييد رواية الترمذي بـ "الشمائل"، والله أعلم.

<<  <   >  >>