وأبو خزيمة قيل: هو ابن أوس بن يزيد بن أصرم، مشهور بكنيته دون اسمه, وقيل: هو الحارث بن خزيمة، وأما خزيمة: فهو ابن ثابت ذو الشهادتين، كما تقدَّم صريحًا في سورة الأحزاب, وأخرج ابن أبي داود، من طريق محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه قال: "أتى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر سورة براءة فقال: أشهد أني سمعتهما من رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ووعيتهما، فقال عمر: وانا أشهد لقد سمعتمها, ثم قال: لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة، فانظروا سورة من القرآن فألحقوها في آخرها", فهذا إن كان محفوظًا احتمل أن يكون قول زيد بن ثابت: "وجدتها مع أبي خزيمة لم أجدها مع غيره" أي: أول ما كتبت، ثم جاء الحارث بن خزيمة بعد ذلك، أو أن أبا خزيمة هو الحارث بن خزيمة لا ابن أوس".