للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.

قال ابن شهاب الزهرى: فأخبرنى خارجة بن زيد بن ثابت، سمع زيد بن ثابت "قال"١: فقال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف، قد كنت أسمع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصارى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} فألحقناها في سورتها "في المصحف"٢.

وهذا أيضا من أكبر مناقب أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضى الله عنه.

فإن الشيخين سبقاه إلى حفظ القرآن أن يذهب منه شىء, وهو جمع الناس على قراءة واحدة لئلا يختلفوا فى القرآن، ووافقه على ذلك جميع الصحابة, وإنما روي عن عبد الله بن٣ مسعود شيء من التغضُّبِ بسبب


١ في "ط": "يقول".
٢ في "أ": "بالمصحف".
٣ يشير المصنف -رحمه الله تعالى- إلى ما أخرجه مسلم "٢٤٦٢/ ١١٤" والسياق له، والنسائي في "الفضائل" "٢٢" قالا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا عبدة بن سليمان، حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله بن مسعود أنه قال:
{وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَة} [آل عمران: ١٦١] , ثم قال: على قراءة مَنْ تأمروني أن أقرأ؟ فلقد قرأت على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بضعًا وسبعين سورة، ولقد علم أصحاب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أني أعلمهم بكتاب الله, ولو أعلم أن أحدًا أعلم مني لرحلت إليه.
قال شقيق: فجلست في حَلَقِ أصحاب محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما سمعت أحدًا يرد ذلك عليه، ولا يعيبه.
وتابعه هارون بن إسحاق، ثنا عبدة بن سليمان بسنده سواء =

<<  <   >  >>