للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاتفق الأئمة الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلى، على أن ذلك من مصالح الدين, وهم الخلفاء الذين قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين من ١ بعدى" , وكان السبب فى هذا حذيفة بن


= المصاحف؟! والله ما حرقها إلّا عن ملأ من أصحاب محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولو وليت مثل ما ولي، لفعلت مثل الذي فعل".
قلت: وهذا سند رجاله ثقات، إلا محمد بن أبان وهو ابن صالح الكوفي، ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "٣/ ٢/ ١٩٩", ونقل عن أبيه قال: "ليس هو بقوي في الحديث، يكتب حديثه على سبيل المجاز"! وقال أحمد: "لم يكن يكذب".
فالحديث محتمل للتحسين بالطريقين معًا. والله أعلم.
١ حديث صحيح.
أخرجه أبو داود "٤٦٠٧"، والترمذي "٢٦٧٦"، وابن ماجه "٤٢، ٤٣، ٤٤"، والدارمي "١/ ٤٣-٤٤"، وأحمد "٤/ ١٢٦، ١٢٧"، وأبو عبيد في "الخطب والمواعظ" "٢"، وابن حبان في "صحيحه" "١٠٢" وفي "الثقات" "١/ ٤"، والطبري في "تفسيره" "١٠/ ٢١٢"، وابن نصر في "السنة" "٢١، ٢٢"، وابن أبي عاصم في "السنة" "١/ ١٩، ٢٦-٢٧، ٢٩، ٣٠" وآخرون في العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يومًا بعد صلاة الغداة موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال رجل: إن هذه موعظة مودع، فماذا تَعْهَدُ إلينا يا رسول الله؟ قال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن عبدٌ حبشي، فإنه من يعش منكم يرى اختلافًا كثيرًا, وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عُضُّوا عليها بالنواجذ".
قال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
وقال أبو نعيم: "هو حديث جيد من صحيح حديث الشاميين" نقله ابن رجب في "جامع العلوم" "ص -٢٢٦".

<<  <   >  >>