وكان من أفذاذ العلماء في عصره, أثنى عليه معاصروه وتلاميذه ومن بعدهم, الثناءَ الجمّ:
فذكره الحافظ الذهبي في طبقات الحفاظ ٤: ٢٩، مع أن الذهبي يكاد يكون من طبقة شيوخه؛ لأنه مات سنة ٧٤٨، قبل ابن كثير بـ ٢٦ سنة؛ فقال في طبقات الحفاظ:"وسمعت مع الفقيه المفتي المحدث، ذي الفضائل، عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير البُصْرَوي الشافعيّ ... سمع من ابن الشّحنة وابن الرداد وطائفة, له عناية بالرجال والمتون والفقه, خرَّجَ وناظَر وصنَّفَ وفسَّر وتقدَّم". وقال الذهبي في المعجم المختص -فيما نقل ابن حجر وغيره:"الإمام المفتي المحدث البارع، فقيه متفنن، محدث متقن، مفسّر نقّال".
وقال تلميذه شهاب الدين بن حجي:"كان أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث، وأعرفهم بتخريجها ورجالها، وصحيحها وسقيمها, وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك, وكان يستحضر كثيرًا من التفسير والتاريخ، قليل النسيان, وكان فقيهًا جيد الفهم صحيح الذهن، ويحفظ التنبيه إلى آخر وقت. ويشارك في العربية مشاركة جيدة، وينظم الشعر, وما أعرف أني اجتمعت به -على كثرة ترددي عليه- إلّا واستفدت منه". "عن النعيمي في كتاب الدارس".
وقال تلميذه الحافظ أبو المحاسن الحسيني في ذيل تذكرة الحفاظ "ص ٥٨": "وصاهر شيخنا أبا الحجاج المزي فأكثر عنه, وافتى ودرس وناظر، وبرع في الفقه والتفسير والنحو, وأمعن النظر في الرجال والعلل".