(٢) قد اختلف السلف في حقيقة الإيمان والإسلام، هل هما متغايران؟ أو إنهما مترادفان؟ وقد تنوعت أقوالهم في ذلك على النحو التالي: أـ أن الإسلام والإيمان مترادفان لا فرق بينهما، وهذا قول البخاري، والمزني، وابن منده، والمروزي، وابن عبد البر، والبغوي، وابن يعلى. ب ـ أن الإسلام هو الكلمة، والإيمان هو العمل. وهذا قول الزهري. ج ـ أن كلاً منهما يعرف بما عرفه به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل. وقد ذكره ابن أبي العز ولم ينسبه إلى أحد. د ـ أن الإسلام اسم لما ظهر من الأعمال، والإيمان اسم لما بطن من الاعتقاد. وهو قول الخطابي. هـ - أنهما إذا اجتمعا أريد بالإسلام الأعمال الظاهرة، وبالإيمان الاعتقادات والأعمال الباطنة. وأما إذا افترقا فإن كلاً منهما يدل على ما يدل عليه الآخر. وهذا قول الإسماعيلي، وابن الصلاح، وابن تيمية، وابن رجب، وابن أبي العز. ولمزيد من التفصيل انظر هذه الأقوال في المراجع الآتية: فتح الباري (١/١٤٤) ، مختصر سنن أبي داود (٧/٤٩) ، وشرح العقيدة الطحاوية (٣٨٢) ، وشرح صحيح مسلم للنووي (١/١٤٧) ، وجامع العلوم والحكم (١/٦٧) .