للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"ذوق الطلاب في علم الإعراب" وغيرها. وتوفي في "رجال ألمع" يوم الاثنين غرة ربيع الثاني عام ١٢٣٧هـ -رحمه الله تعالى١.

ويقول الشيخ أحمد الفظي الثاني، يدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في قصيدته "الشرع ينادي".

الشرع نادى ملوك الأرض بل طلبا ... حكمًا صحيحًا يزيل الشك والريبا

وقدم العرض لكن ما استجيب له ... وحقه في ملوك الأرض قد وجبا

نادى بصوت بليغ للعباد معًا ... إني جعلت لأغراض الدنا سببا

وها أنا طالب منهم محاكمتي ... فصورتي قد بقيت والجسم قد ركبا

والناس في غفلة عني وقد شغلوا ... من الحطام بما يكفيهم نصبا

والله ما سكنوا عني ولا غفلوا ... إلا لأغراض دنيا تجلب العطبا

كل يريد من الحكام مقربة ... ويطلب العز والأموال والرتبا

إن تنصروني فإن الله ناصركم ... أو تخذلوني رأيتم كلكم تببا

أنا الذي أسس الرحمن بنيته ... وشيد المصطفى أمري بكل نبا

أنا الذي قد بناني المصطفى علمًا ... ركنًا منيعًا وأعلى مني القببا

وأنتم تهدموني بعده علنًا ... يا صنيعة العمر لما صرت مغتربا٢

وخصوبة الخيال في القصيدة بثت الحياة في القيم الإسلامية، وحركت المعاني السامية المجردة، وأقام الشاعر منها شخصًا يناجي أمته وقومه ويعرض صفاته وأخلاقه ومبادئه وتشريعه عليهم ويحثهم على التمسك به والتعلق بأهدابه، والعمل على نصرته ومؤازرته وعدم خذلانه، وكيف تخذلونه والرحمن هو الذي وضع أساسه، والمصطفى شيد بنيانه، فأصبحت ركنًا منيعًا.

هنا تشخيص حي متحرك للقيم والمعاني المجردة منح المعاني والمجردات حيوية وقوة تركت أثرًا واضحًا في التصوير الأدبي، الذي يهز العواطف، ويحرك الشاعر بالحب للشريعة الإسلامية والتعاطف معها في سبيل نصرة دين الله، وتطبيق شريعته الغراء، وفي هذا دلالة واضحة على موهبة الشاعر الفذة وقدرته على التصوير الأدبي، وهو يترسَّم خطى مدرسة المحافظين.

الأغراض الأدبية في شعرهم:

يضم ديوان آل الحفظي "نفحات من عسير" أغراضًا شعرية كثيرة على نمط الشعر


١ المرجع السابق: ص٤٤، ٤٥.
٢ نفحات من عسير: ص١٠٥.

<<  <   >  >>