للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن نباتة السعدي:

وتثمر حاجة الآمال نحجا ... إذا ما كان فيها ذا احتيال

وقال محمد بن شرف وهو من أئمة اللغة:

كأنما الأغصان لما علا ... فروعها قطر الندى نثرا

ولاحت الشمس عليها ضحى ... زبرجد قد أثمر الدرا

وقول ابن الرومي: سيثمر لي ما أثمر الطلع حائط.. إلى غير ذلك مما لا يحصى وهكذا استعمله الشيخ في دلائله والسكاكي في مفتاحه، ولما يره كذلك شراحه.

قال الشارح استعمل الاثمار متعديا بنفسه في مواضع من هذا الكتاب فلعله ضمنه معنى الإفادة أو جعله متعديا بنفسه ولو قيل إن تعديه إلى مفعوله كثر حتى صار كاللازم له لما دل عليه، ولذا يذكر أن لم يكن كذلك لم يبعد ألاَ تراك إذا قلت: أثمرت النخلة علم أنها أثمرت بلحا ونحوه.....

أخضر:

استعمل مدحا بمعنى مخضب رحب الجنان وكان يقال للفضل بن العباس رضي الله عنه الأخضر قال: ـ

وأنا الأخضر من يعرفني ... أخضر الجلدة في بيت العرب

وذما بمعنى لئيم لا يأكل إلا البقول:

كسا اللؤم تيما خضرة في جلودها ... فويل لتيم من سرابيلها الخضر

حصيت وأحصيت:

يقال حصيت إذا عددته وأحصيته إذا ميزته بعضه من بعض قال الشاعر:

ويربى على عد الرمال عديدنا ... ونحصى الحصاة بل يزيد على العد

والحصاة العقل أيضا قال الشاعر وهو طرفة بن العبد:

وإن لسان المرء ما لم تكن له ... حصاة على عوراته لدليل

ويقال أحصيت الشيء إذا أطقته واتسعت له وقال الله عز اسمه:

{عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} أراد والله أعلم لن تطيقوه- وقال الشاعر:

فاقعد فإنك لا تحصي بنى جشم ... ولا تطيق علاهم أيةً وقعوا

يريد لا تطيق بني جشم.

ومما يحتمل هذه المعاني قول الرسول صلى الله عليه وسلم "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدة إنّه وتْر يحب الوتْر من أحصاه دخل الجنة".

<<  <  ج: ص:  >  >>