١٣ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ , فَقَالَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ: «اخْرُجْ , فَنَادِ فِي النَّاسِ أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , مُخْلِصًا بِهِمَا مِنْ قِبَلِ قَلْبِهِ , فَقَدْ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَإِنْ ⦗١٧٤⦘ زَنَا، وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ زَنَا، وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ» قَالَ: فَخَرَجَ , فَلَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ: مَا أَخْرَجَكَ عَنْ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَمَرَنِي أَنْ أَخْرُجَ؛ فَأُأَذِّنَ فِي النَّاسِ أَنَّهُ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , مُخْلِصًا بِهِمَا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ , فَقَدْ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» . قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ زَنَا، وَإِنْ سَرَقَ , يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ زَنَا، وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ» . قَالَ: إِنِّي أَطْلُبُ إِلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: تَقْعُدُ هَاهُنَا , حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: إِنِّي لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ خَارِجًا , فَقُلْتُ: مَا أَخْرَجَكَ مِنْ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أَمَرَنِي أَنْ أُنَادِيَ فِي النَّاسِ أَنَّهُ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، مُخْلِصًا بِهِمَا , فَقَدْ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» . قَالَ: فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَإِنْ زَنَا , وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ زَنَا , وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ» . فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَرُدَّهُ , وَتَتْرُكَ النَّاسَ يَقُولُونَهَا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَقُولَهَا الْإِنْسَانُ مَرَّةً وَاحِدَةً , وَيَتَّكِلَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: «نِعِمَّا رَأَيْتَ» ، فَرَدَّهُ، فَخَرَجَ عُمَرُ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ: «ارْجِعْ» , فَرَجَعَ أَبُو الدَّرْدَاءِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute