٧٨ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الصُّلْبُ بْنُ مَطَرٍ الْخُلْدِيُّ، عَنْ قُدَامَةَ ابْنِ أُخْتِ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْمًا، يَقُولُ: غَزَوْنَا ⦗٢٥٢⦘ مَعَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ دَارِينَ قَالَ: فَدَعَا اللَّهَ ثَلَاثَ دَعَوَاتٍ , فَاسْتُجِيبَ لَهُ فِيهِنَّ كُلِّهِنَّ , قَالَ: سِرْنَا مَعَهُ , قَالَ: فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا , فَطَلَبْنَا الْوَضُوءَ , فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ دَعَا فَقَالَ: «يَا عَلِيمُ، يَا حَلِيمُ، يَا عَلِيُّ، يَا عَظِيمُ، إِنَّا عَبِيدُكَ , وَفِي سَبِيلِكَ نُقَاتِلُ عَدُوَّكَ، اسْقِنَا غَيْثًا نَشْرَبُ مِنْهَا وَنَتَوَضَّأُ، وَإِذَا تَرَكْنَاهُ فَلَا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ فِيهِ نَصِيبًا غَيْرَنَا» . قَالَ: فَسِرْنَا , فَمَا جَاوَزْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ، فَإِذَا نَحْنُ بِعَيْنٍ مِنْ مَاءِ سَمَاءٍ , حِينَ انْقَلَعَتْ عَنْهُ السَّمَاءُ تَدَفَّقَ، قَالَ: فَشَرِبْنَا، وَتَزَوَّدْنَا، وَمَلَأْتُ إِدَاوَتِي، ثُمَّ تَرَكْنَاهَا , وَقُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ , هَلِ اسْتُجِيبَ لَهُ؟ قَالَ: فَسِرْنَا مِيلًا , وَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: نَسِيتُ إِدَاوَتِي، فَذَهَبْتُ إِلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ، فَكَأَنْ لَمْ يَكُنْ مَاءٌ قَطُّ , قَالَ: فَأَخَذْتُ إِدَاوَتِي , وَجِئْتُهُمْ، فَلَمَّا أَتَيْنَا دَارِينَ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الْبَحْرُ، فَدَعَا فَقَالَ: «اللَّهُمَّ يَا عَلِيمُ، يَا حَلِيمُ، يَا عَلِيُّ، يَا عَظِيمُ، إِنَّا عِبَادُكَ , وَفِي سَبِيلِكَ , اجْعَلْ لَنَا سَبِيلًا إِلَى عَدُوِّكَ» . ثُمَّ تَقَحَّمَ بِنَا فِي الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ مَا ابْتَلَّتْ سُرُجُنَا حَتَّى خَرَجْنَا إِلَيْهِمْ , وَمَا احْتَبَسَ مِنَّا رَجُلٌ، فَلَمَّا رَجَعْنَا اشْتَكَى الْبَطْنَ فَمَاتَ، فَلَمْ نَجِدْ مَاءً نُغَسِّلُهُ , ⦗٢٥٣⦘ فَلَفَفْنَاهُ فِي ثِيَابِهِ , وَدَفَنَّاهُ، فَمَا سِرْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ , إِذَا مَاءٌ كَثِيرٌ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: ارْجِعُوا بِنَا حَتَّى نَسْتَخْرِجَهُ , فَنُغَسِّلَهُ، فَرَجَعْنَا فَطَلَبْنَا قَبْرَهُ، فَخَفِيَ عَلَيْنَا مَوْضِعُهُ، فَلَمَّا لَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهِ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: ارْجِعُوا , لَا تَفْعَلُوا , فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ يَدْعُو اللَّهَ يَقُولُ: «يَا عَلِيمُ، يَا حَلِيمُ، يَا عَلِيُّ، يَا عَظِيمُ , اخْفِ جَدَثِي، وَلَا تُطْلِعْ أَحَدًا عَلَى جَسَدِي، وَلَا يَرَى أَحَدٌ عَوْرَتِي» . قَالَ: فَرَجَعْنَا وَتَرَكْنَاهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute