٧٢ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي , وَرَقَبَةُ بْنُ مَسْقَلَةَ، جَمِيعًا عَنْ ⦗٢٤٣⦘ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ، فَدَخَلُوا فِي غَارٍ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ صَخْرَةً فَأَطْبَقَتِ الْغَارَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضٌ لِبَعْضٍ: تَعَالَوْا , فَلْيَنْظُرْ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَفْضَلَ عَمَلٍ عَمِلَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ , فَلْيَذْكُرْهُ، فَلْيَدْعُ اللَّهَ , لَعَلَّهُ أَنْ يُفَرِّجَ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، وَيُلْقِيَ عَنَّا هَذِهِ الصَّخْرَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَتْ لِي ابْنَةُ عَمٍّ , فَطَلَبْتُ مِنْهَا نَفْسَهَا , فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ , لَا أَفْعَلُ حَتَّى تُعْطِيَنِي مِائَةَ دِينَارٍ، فَطَلَبْتُهَا , فَجَمَعْتُهَا بَيْنَ حِسٍّ وَبِسٍّ حَتَّى أَتَيْتُهَا بِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنَ امْرَأَتِهِ ارْتَعَدَتْ , وَبَكَتْ فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَفْتَحْ هَذَا الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ عَنْهَا , وَتَرَكْتُهَا لَهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي تَرَكْتُهَا مِنْ مَخَافَتِكَ , فَافْرُجْ عَنَّا مِنْهَا فُرْجَةً نَرَى السَّمَاءَ. قَالَ: فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ فُرْجَةً , فَنَظَرُوا إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ الثَّانِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ، وَكَانَ لِي وُلْدٌ صِغَارٌ، فَكُنْتُ أَرْعَى عَلَى أَبَوَيَّ، فَكُنْتُ أَجِيءُ بِالْحِلَابِ، فَأَبْدَأُ بِأَبَوَيَّ , فَأَسْقِيهِمَا، ثُمَّ أَجِيءُ بِفَضْلِهِمَا إِلَى وُلْدِي، وَإِنِّي جِئْتُ لَيْلَةً بِالْحِلَابِ فَوَجَدْتُ أَبَوَيَّ نَائِمَيْنِ , وَالصِّبْيَانُ يَتَضَاغَوْنَ مِنَ ⦗٢٤٤⦘ الْجُوعِ، فَلَمْ أَزَلْ بِهِمْ حَتَّى نَامُوا، ثُمَّ قُمْتُ بِالْحِلَابِ عَلَيْهِمْ , حَتَّى قَامَا فَشَرِبَا، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الصِّبْيَةِ بِفَضْلِهِ فَسَقَيْتُهُمْ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي صَنَعْتُ ذَلِكَ مِنْ مَخَافَتِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مِنْهَا فُرْجَةً. قَالَ: فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنْهَا فُرْجَةً وَقَالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَجِيرٌ , فَأَعْطَيْتُهُ أَجْرَهُ فَغَمَطَهُ وَذَهَبَ وَتَرَكَهُ، فَعَمِلْتُ لَهُ بِأَجْرِهِ حَتَّى صَارَ لَهُ بَقَرٌ وَرَاعِيهَا. قَالَ: فَأَتَانِي يَطْلُبُ أَجْرَهُ , فَقُلْتُ: انْطَلِقْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ وَرَاعِيهَا , فَخُذْهَا. قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، اتَّقِ اللَّهَ , وَلَا تَهْزَأْ بِي قَالَ: قُلْتُ: انْطَلِقْ فَخُذْهَا. قَالَ: فَانْطَلَقَ فَأَخَذَهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ مَخَافَتِكَ فَأَلْقِهَا عَنَّا. قَالَ: فَأَلْقَاهَا اللَّهُ عَنْهُمْ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute