للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فأبيني نمير ثم أبيني ... ألعبد مغراء أم لصميم

فلئن كان منكم لا يكون ... الغدر والكفر من خصال الكريم

ولئن كان أصله كان عبدا ... ما عليكم من غدره من شتيم

وليته ليت وأي ولاة ... بأياد بيض وأمر عظيم

اسمنته حتى إذا راح مغبو ... طا بخير من سيبها المقسوم

كاد ساداته بأهون من ... نهقة عير بعفرة مرقوم١

فضربنا لغيرنا مثل الكلب ... ذميما والذم للمذموم

وحمدنا ليثا ويأخذ بالفضل ... ذوو الجود والندى والحلوم

فاعلمن يا بني القساورة الغلب ... وأهل الصفا وأهل الحطيم٢

أن في شكر صالحينا لما يد ... حض قول المرهق المرصوم٣

قد رأى الله ما اتيت ولن ... ينقص نبح الكلاب زهر النجوم

فاعتذرت القيسية لنصر، فلم يقبل اعتذارهم، بل أسرف في إبعادهم وإهانتم، فقال في ذلك بعض الشعراء، يأخذ على نصر تجبره على القيسية، وإذلاله لأشرافهم النابهين، وتقريبه لرجال القبائل الأخرى، وإجلاله للمغمورين منهم٤:

لقد بغض الله الكرام إليكم ... كما بغض الرحمن قيسا إلى نصر

رأيت أبا ليث يهين سراتهم ... ويدني إليه كل ذي والث غمر٥

ومنذ سنة ست وعشرين ومائة استفحل الخلاف بين أبناء البيت الأموي على السلطة، إذ قتل يزيد بن الوليد ابن عمه الوليد بن يزيد، وظل الخلاف مستحكما


١ المرقوم: المخطط المزين.
٢ القساورة: جمع قسورة، وهو العزيز الذي يقهر غيره. والغلب: الغالبون. والصفا: أحد جبلي المسعى. والحطيم: حجر مكة، أو جدار الكعبة.
٣ المرهق: الذي يغشى المحارم، والموصوم: المعيب في نسبه.
٤ الطبري ٩: ١٧٢٥.
٥ السراة: جمع سري، وهو الشريف، والوالث: الذي لا يحكم العهد أو العقد ولا يؤكده، والغمر: المغمور الذي لا يجرب الأمور، ولم تحنكه التجارب.

<<  <   >  >>