للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

على أكثر نواحيها. وأما الرواية الثالثة فتنبئ بأنه وقع سنة إحدى وثلاثين١، وهي تكملة للرواية الثانية، لأن أهل خراسان نكثوا بعد وفاة عمر بن الخطاب، وثاروا على عمالهم، شأنهم في ذلك شأن أهل فارس٢، وكرمان٣، وسجستان٤، فندب عثمان بن عفان، عبد الله بن عامر، أمير البصرة لقمع ثورتهم، واسترداد بلادهم، فتوجه إليها واستعادها من أدناها إلى أقصاها في سنتين.

وقد ظلت السيادة العربية بخراسان قلعة مزعزعة منذ أن استكمل ابن عامر استرجاعها حتى انتهى الصراع بين علي ومعاوية على الحكم، وتولى معاوية الخلافة٥، فأسند لابن عامر ولاية البصرة، وجعله مسئولا عن إدارة خراسان، فاستعمل عليها قيس بن الهيثم السلمي٦، فكان بها حتى سنة ثلاث وأربعين، ثم عزله ابن عامر عنها، لتأخره في إرسال خراجها، وولاها عبد الله بن خازم السلمي، فوليها سنة٧. ثم اعفى ماوية ابن عامر من إمارة البصرة، لعجزه عن ضبطها، ووكل شئون خراسان إلى عبد الله بن أبي شيخ، أو إلى طفيل بن عوف اليشكريين٨، وفي سنة خمس وأربعين عين معاوية على البصرة زياد بن أبي سفيان، فجعل خراسان أرباعا، واستعمل على مرو الشاهجان أمير بن أحمر اليشكري، وعلى نيسابور خليد بن عبد الله الحنفي، وعلى مرو الروذ، والفارياب، والطالقان قيس بن الهيثم السلمي، وعلى هراة. وباغيس، وبوشنج نافع بن خالد الطاحي الأزدي٩.


١ الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري ص: ١٣٩، وسنشير إليه بالدينوري، وتاريخ اليعقوبي ٢: ١٥٧.
وفتوح البلدان للبلاذري ص: ٣٩٤، والطبري ٥: ٢٨٨٤، وابن الأثير ٣: ١٢٣.
٢ ابن الأثير ٣: ١٢١.
٣ ابن الأثير ٣: ١٢٧.
٤ ابن الأثير ٣: ١٢٨.
٥ الطبري ٥: ٢٩٠٦، وابن الأثير ٣: ١١٩، وتاريخ اليعقوبي ٢: ١٥٧.
٦ الطبري ٧: ١٧، وابن الأثير ٣: ٤١٦، وفتوح البلدان ص: ٣٩٩.
٧ ٧: ٦٥، وابن الأثير ٣: ٤١٧، وفتوح البلدان ص: ٤٠٠.
٨ الطبري ٧: ٦٧، وابن الأثير ٣: ٤٤٠.
٩ الطبري ٧: ٧٩، وابن الأثير ٣: ٤٥١، وفتوح البلدان ص: ٤٠٠.

<<  <   >  >>