للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رأيت الغانيات كرهن وصلي ... وأبدين الصريمة لي جهارا١

غرضن بمجلس وكرهن وصلي ... أوان كسيت من شمط عذارا٢

زرين علي حين بدا مشيبي ... وصارت ساحتي للهم دارا٣

أتاني والحديث له نماء ... مقالة جائر أحفى وجارا٤

سلوا أهل الأباطح من قريش ... عن العز المؤبد أين صارا٥

ومن يحمي الثغور إذا استحرت ... حروب لا ينون لها غرارا٦

لقومي الأزد في الغمرات أمضى ... وأوفى ذمة وأعز جارا

هم قادوا الجياد على وجاها ... من الأمصار يقذفن المهارا٧

بكل مفازة وبكل سهب ... بسابس لا يرون لها منارا٨

إلى كرمان يحملن المنايا ... بكل ثنية يوقدن نارا٩

شوازب لم يصبن الثأر حتى ... رددناها مكلمة مرارا١٠

ويشجرن العوالي السمر حتى ... ترى فيها عن الأسل ازورارا١١

غداة تركن مصرع عبد رب ... يثرن عليه من رهج عصارا١٢


١ الصريمة: القطيعة.
٢ غرضن بمجلسي: مللنه، وضجرن منه. والشمط: بياض بالرأس يخالط سواده. والعذار: جانبا الرأس.
٣ زرى عليه: عابه.
٤ يقال في كلام فلان إحفاء، وذلك إذا ألصق بك ما تكره وألح في مساءتك، كما يحفى الشيء: أي ينتقض.
٥ المؤبد: الخلد.
٦ لا ينون لها: لا يتوانون عنها ولا يفترون. والغرار: جمع غار، وهو الغافل.
٧ الوجى: الحفا. والمهار: جم مهر، وهو ولد الفرس.
٨ المفازة والسهب والبسبس: كلها بمعنى الأرض الواسعة المقفرة المخوفة المهلكة.
٩ الثنية: الطريق في الجبل.
١٠ الشوازب: الضوامر. ومكلمة: مجرحة.
١١ العوالي: أسنة الرماح. والسل: الرماح المعتدلة الطويلة المستوية الدقيقة.
١٢ الرهج: الغبار. والعصار: الغبار الشديد.

<<  <   >  >>