للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الحمية والحفيظة فيهم، فإذا هم يجبرونهم على الاستكانة للظلم، واستساغة الضيم١:

لقد خاب أقوام سروا ظلم الدجى ... يؤمون عمرا ذا الشعير وذا البر

يؤمون من نال الغنى بعد شيبة ... وقاسى وليدا ما يقاسي ذوو الفقر

فقل للجيم يا لبكر بن وائل ... مقالة من يلحى أخاه ومن يزري٢

فلو كنتم حيا صميما نفيتم ... بخيلكم بالرغم منه وبالصغر٣

ولكنكم يا آل بكر بن وائل ... يسودكم من كان في المال ذا وفر

هو المانع الكلب النباح وضيفه ... خميص الحشا يرعى النجوم التي تسري٤

ومثلما حرض ثابت قطنة المهلب بن أبي صفرة على حجر المناصب الإدارية الرفيعة والتافهة للأزد، وعنفه حين رآه يوظف بعض الموالي في مركز صغير، وهاج حين أعفاه أسد القسري من حكم سمرقند، ولامه، فإننا نرى كعبا يسلك سلوكه. وآية ذلك أنه عذل عمرو بن عمير اليحمدي، وهو شيخ من شيوخ الأزد، لأنه رضي بمنصب متواضع أسنده إليه يزيد بن المهلب، وهو إدارة بلدة الزم على شط جيحون، وشجعه على المطالبة بمنصب أرفع يليق بمقامه، لأنه ليس أقل من شيوخ بني ربيعة الذين كانوا يشغلون أكبر المراكز، ولم يزل يهيجه حتى رد عهد يزيد عليه، فحرمه الوظيفة سنة. يقول٥:

لقد فازت ربيعة بالمعالي ... وفاز اليحمدي بعهد زم

فإن تك راضيا منهم بهذا ... فزادك ربنا غما بغم


١ الأغاني ١٤: ٢٩٧.
٢ زرى عليه: عابه.
٣ الصغر: الذل.
٤ خميص الحشا: ضامر البطن.
٥ الأغاني ١٤: ٢٩٤.

<<  <   >  >>