للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهجا يزيد بن المهلب، لأنه كان يهمله ويتشاغل عنه، على طول تذكيره إياه، ملمحا حينا، ومصرحا حينا آخر، وله يقول مراجعا ومستنجزا١.

هل لك في حاجتي حاجة ... أم أنت لها تارك طارح

أمتها لك الخير أم أخيها ... كما يفعل الرجل الصالح

إذا قلت قد أقللت أدبرت ... كمن ليس غاد ولا رائح

ويقول متهما إياه بالخداع والتسويف٢:

أنت الفتى كل الفتى ... لو كنت تفعل ما تقول

لا خير في كذب الجوا ... د وحبذا صدق البخيل

يا بن المهلب حاجتي ... عجل فقد حضر الرحيل

وله أبيات لم يسم القدماء الذين هجاهم بها، ولكنها تفيد أنه إنما ذمهم، لأنهم لم يكترثوا لها، ولم يؤتوه شيئا. ومنها قوله٣:

أتينا أبا عمرو فأشلى كلابه ... علينا فكدنا بين بيتيه نؤكل

ومن هجائه للمغيرة بن حبناء قوله يرمي بني تميم بالخنوع، وأنهم مفطورون على الخضوع، وأنهم لمذلتهم يستلحقون بمن لهم المحامد، ليكتسبوا الشرف منهم، وأنهم لا سيد لهم، بل هم عبيد لغيرهم٤:

ألم تر أنني وترت قوسي ... لأبقع من كلاب بني تميم٥


١ الشعر والشعراء ١: ٤٣٣.
٢ الشعر والشعراء ١: ٤٣٣.
٣ خزانة الأدب ٣: ٢٩٠.
٤ الأغاني ١٣: ٩٢، وانظر طبقات فحول الشعراء ص: ٦٩٤، وشرح شواهد المغني ١: ٢٠٥، واللسان: غمز.
٥ الأبقع: الذي في لونه سواد وبياض، وأراد به الأبرص. ووتر قوسه: شد وترها إعدادا لرمي الصيد.

<<  <   >  >>