للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وثمانون ألف رجل من المشركين قد ألقيت عنهم جزيتهم، فحول ذلك عليهم، وألقاه عن المسلمين، ثم صنف الخراج حتى وضعه مواضعه، ثم وظف الوظيفة التي جرى عليها الصلح، فكانت مرو الشاهجان يؤخذ منها مائة ألف سوى الخراج، أيام بني أمية١.

وبذلك كان يمكن أن تستقيم الأحوال بخراسان، ويتآلف العرب والعجم تآلفا قويا، ويستأنفوا حياة لا تفرقة ولا تسلط فيها. غير أن موت هشام بن عبد الملك، وقيام الوليد بن يزيد من بعده، وفتك ابن عمه يزيد بن الوليد به، وما صاحبه من تفكك الأسرة الأموية، وتصارع أبنائها على الخلافة حتى توفي يزيد بن الوليد، واستخلف مروان بن محمد، وما تعرض له نصر من الحسد والتآمر قد أضعف موقفه، إضعافا شديدا، وكانت الطامة الكبرى في تأثير الأحداث في الوضع بخراسان. فقد استفحل النزاع بين اليمنية والمضرية، وتعقد برجوع الحارث بن سريج إلى مرو الشاهجان ومحالفته الكرماني، ومخالفتهما نصرا. وازداد الوضع ترديا بظهور أبي مسلم على المسرح، وامتناع نصر عن موافقته على الدعوة للرضا من آل محمد، وما تبع ذلك من تعاظم الخطر الذي أخذ يحدق بنصر، وإخفاق القبائل العربية في التصدي لأبي مسلم بعد أن تهادنت من أجل التفرغ لقتاله، فأدى ذلك إلى غلبة أبي مسلم على مرو الشاهجان، واندحار نصر عنها٢.


١ الطبري ٩: ١٦٨٨، وابن الأثير ٥: ٢٣٦.
٢ الطبري ٩: ١٨٥٥، وما بعدها، وابن الأثير ٥: ٣٠٧، وما بعدها.

<<  <   >  >>