للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولما رأينا الباهلي بن مسلم ... تجبر عممناه عضبا مهندا١

وهذا الحضين بن المنذر الرقاشي، سيد بكر، يتمدح بأن حلفاءه من الأزد هم الذين فتكوا به، وأنهم هم الذين ساعدوا تميما على الأخذ بثأرها منه، إذ اختاروا لقتله رجلين جبارين، وانتخبت هي رجلا هزيلا، أسود الأنف، مختوم الذراعين، أصم الأذنين، قبيح الخلقة، بشع الوجه، وهو وكيع بن أبي الأسود، يقول٢:

وإن ابن سعد وابن زحر تعاورا ... بسيفهما رأس الهمام المتوج٣

وما أدركت في قيس عيلان وترها ... بنو منقر إلا بالازد ومذحج

عشية جئنا بابن زحر وجئتم ... بأدغم مرقوم الذراعين ديزج٤

أصم غداني كأن جبينه ... لطاخه نقس في أديم ممجمج٥

أما بيهس بن حاجب التميمي فيذهب إلى أن وكيعا هو الذي ثار لقتلى عشيرته من الأهاتم، وانتصر للخلافة، ولسليمان بن عبد الملك، إذ لم يكد ينادي شجعان قومه حتى لبوا نداءه، لأن من عادتهم أن يسرعوا إلى المستغيث، ويتسابقوا إلى المعالي، مع إعداد العدة للحرب، والفوز فيها بالنصر. يقول٦:

ورد على سعد وكيع دماءها ... حفاظا وأوفى للخليفة بالعهد

ولما دعى فينا وكيع أجابه ... فوارس ليسوا بالرباب ولا سعد

فوارس من أبناء عمرو بن مالك ... سراع إلى الداعي سراع إلى المجد


١ تقول العرب للرجل إذا سود قد عمم. وكانوا إذا سودوا رجلا عمموه عمامة حمراء. "اللسان ١٥: ٣٢٠" ونهار يشاكل بين تعميم الرجل بالعمامة الحمراء إذا سود، وبين تعميمه بالسيف إذا قتل.
٢ نقائض جرير والفرزدق ١: ٣٦٢، والطبري ٩: ١٢٩٧.
٣ ابن زحر: هو جهم بن زحر بن قيس الأزدي. وابن سعد هو سعد بن نجد الأزدي "الاشتقاق ص: ٤٠٧".
٤ الديزج: الأدغم.
٥ اللطاخة: البقعة. والنفس: الحبر. والممجمج: كثير اللحم.
٦ نقائض جرير والفرزدق ١: ٣٦٥.

<<  <   >  >>