للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[شرح ديكنقوز]

وما قبلها مفتوحا جعلت ألفا للين عريكة الساكن واستدعاء ما قبلها "اللام أبدلت من النون" جوازا غير مطرد "نحو: أصيلال" في قوله:

وقفت فيها أصيلالا أسائلها ... أعيت جوابا وما بالربع من أحد

والمعنى وقفت بدار الحبيبة أحيانا وسألتها عن الحبيبة فعجزت عن الجواب، وما بها أحد يجيبني أصله أصيلان تصغير أصلان، وهو جمع كبعير وبعران، والأصيل هو الوقت بعد العصر إلى المغرب، صغر أصلان فقيل أصيلان ثم أبدل من النون لام فقيل أصيلان "وبدأت من الضاد أيضا" جوازا غير مطرد "نحو: اضطجع" في قوله:

لما رأى أن لا دعة ولا شبع ... مال إلى أرطاء حقفا فالطجع

رأى؛ أي الذئب الدعة سعة العيش الحقف الرمل المجتمع أصله اضطجع "لاتحادهن"؛ أي اللام والنون والضاد "في المجهورية. الزاي أبدلت من السين" جوازا غير مطرد "نحو: يزدل" أصله يسدل بضم الياء والسدل الإرخاء لاتحاد مخرجهما وقربهما في الهمس، ولما كان السين حرفا مهموسا والدال حرفا مجهورا كرهوا الخروج من حرف إلى حرف ينافيه قرب أحدهما من الآخر بأن أبدلوا من السين زايا؛ لأنها من مخرجها وأختها في الصفير وتوافق الدال في الجهر فيتجانس الصوتان "و" أبدلت "من الصاد" أيضا جوازا غير مطرد "نحو قول حاتم" الطائي حين أسر في عنزة فأمرته أم المنزل أن يقصد ناقة لها، فقام حاتم إلى الناقة فنحرها فلامته على ذلك، فقال حاتم "هكذا فزدي أنه"؛ أي هكذا فصد الكرام أصله فصدي، وأنا تأكيد لياء الإضافة والهاء فيه للوقف لقرب مخرجهما واتحادها في الصفير، ولم يذكره المصنف اكتفاء بما ذكره في إبدال الصاد من السين "الطاء أبدلت من التاء وجوابا مطردا" في باب افتعل "نحو اصطبر" أصله فحصت من باب فتح؛ أي فتشت؛ أي فيما إذا كان قبل تاء الضمير من الحروف المستعلية المطبقة تشبها لتاء الضمير بتاء الافتعال في أنها كجزء من الفعل، ولهذا قال سيبويه: وأعرب اللغتين وأجودهما أن لا تقلب؛ لأن هذا الضمير لازم كتاء الافتعال في اللزوم "لقرب مخرجهما والموضع الذي لم يقيد" الابدال "فيه بالوجوب والمطرد والجواز المطرد" قوله: "من الصور المذكورة" بيان للموضع الذي لم يقيد؛ أي من إبدال حرف بحرف منذ شرع في بحث الإبدال "يكون" الإبدال في ذلك الغير المقيد "جائزا غير مطرد" كما قررنا في مواضع


[الفلاح شرح المراح] لابن كمال باشا
لما مر" باب المهموز من أن الهمزة إذا كانت ساكنة وما قبلها متحركا تبدل إلى حرف يناسب حركة ما قبلها للين عريكة الساكن واستدعاء ما قبلها "اللام أبدلت من النون" جوازا غير مطرد "نحو: أصيلال" أصله أصيلان بوزن فعيلان بضم الفاء وفتح العين فأبدلت اللام من النون "ومن الضاد" والمعجمة جوازا غير مطرد "نحو: الطجع" أصله اضطجع فأبدلت اللام من الضاد "لاتحادهن"؛ أي اللام والنون والضاد "في المجهورية. الزاي أبدلت من السين" جوازا غير مطرد "نحو يزدل" أصله يسدل وسدل الثوب إرخاؤه، اعلم أن الزاي تبدل من السين والصاد أيضا بشرطين؛ أحدهما أن تكون ساكنة بنفسها، والآخر أن يقع بعدها دال مهملة، والذي يسوغ إبدال السين زايا عند وجود هذين الشرطين أن الدال حرف مجهور والسين حرف مهموس وبينهما مباينة، فقلبوا السين إلى الزاي؛ ليوافق السين المخرج والدال في الجهر فيتجانس الصوت ويسهل الكلمة على اللسان "و" الزاي أبدلت "من الصاد" جوازا غير مطرد "نحو قول حاتم الطائي" بالحاء المهملة وكسر التاء واو "هكذا فزدي أنه" أصله فصدي أنا فقوله أنه تأكيد لياء المتكلم في فزدي حكي أنه كان مشهورا بالكرم فلما أسر، وأقام في الأسر برهة من الزمان فبينما هو ذات ليلة على باب الخباء مقيد؛ إذ طرق صاحب الخباء ضيف فرحب به وأنزله وأمر بعض خدمه أن يأتي حاتما ببعير ليفزده لأجل الضيف، فلما أتي حاتم بالبعير نحره فلامه الخدم وقالوا أمرناط بفصده، فكيف أقدمت على نحره؟ فقال: هكذا فزدي أنه فقال الضيف: لصاحب الخباء من هذا الأسير؟ فقال: هو حاتم الطائي فاستوهبه منه فوهبه إياه ثم أطلقه "الطاء أبدلت من التاء وجوبا مطردا في" باب "الافتعال" كما مر من أن تاء الافتعال إذا وقعت بعد أحد الحروف الأربعة التي هي الحروف المطبقة المستعلية، وهي الصاد والضاد والطاء والظاء يقلب وجوبا طاء مهملة؛ لما بين حروف الإطباق وبين التاء من التضاد والتنافر وجمع المتضادين ثقيل فطلبوا حرفا من مخرج التاء ليوافق التاء في المخرج، ويوافق الحروف المطبقة في الإطباق ليسهل النطق بها، وهو الطاء نحو: اصطبر أصله اصتبر و"اضطرب" أصله اضترب، ونحو: اطلب أصله اطتلب، ونحو: اظلم أصله اظتلم "و" كذلك الحال في "فحصط" أصله فحصت على صيغة المتكلم، قوله: "لقرب مخرجهما"؛ أي مخرج التاء والطاء إشارة إلى ما ذكرناه "والموضع الذي لم يقيد" الإبدال "فيه" بشيء من الوجوب المطرد أو الجواز المطرد "من الصورة المذكورة" من أول بحث الإبدال إلى هاهنا "يكون" الإبدال فيه "جائزا غير مطرد"؛ أي سماعا لا يقاس عليه إلا مثل موقن؛ فإن إبدال الواو من الياء فيه واجب مطرد مع أنه لم يقيد به لعلة ذكرناها، ثم فلا يرد أن يقال في هذا القول خبط؛ لأن الإبدال في مثل موقن واجب مطرد مع أنه لم يقيده بشيء

<<  <   >  >>