نصر الله البغدادي الحنبلي، والشمس بن عمار المالكي، والنور التلواني، والجمال عبد الله الزيتوني.
وأخذ الفقه عن العلم صالح البلقيني، ودرس عليه الروضة والمنهاج. وقرأ التنبيه على الشمس الونائي، والشمس الشنشي، وابن خضر. ودرس المهذب على الزين البوتيجي، وحضر كثيرًا من دروس التقي الشمني في الأصلين والمعاني والبديع والبيان. وأخذ الفرائض والحساب وعلم الميقات عن الشهاب بن المجدي، والأصول عن الكمال إمام الكاملية. وأخذ الصرف والمنطق عن العز عبد السلام البغدادي. وقرأ من القاموس في اللغة على المحب بن الشحنة، وشرح ألفية العراقي على الزين السنديسي والزين قاسم الحنفي، وغير ذلك .. بل أذن له غير واحد من هؤلاء ومن غيرهم بالإفتاء والتدريس والإملاء.
وقبل ذلك كله سمع مع والده ليلًا الكثير من الحديث على شيخه إمام الأئمة الشهاب بن حجر، فكان أول ما وقف عليه من ذلك في سنة ثمان وثلاثين، وأوقع الله في قلبه محبته، فلازم مجلسه، وعادت عليه بركته في هذا الشأن؛ حتى حمل عنه علمًا جمًا، واختص به كثيرًا بحيث كان من أكثر الآخذين عنه.
وقد قرأ عليه الاصطلاح بتمامه، وسمع عليه جل كتبه كالألفية وشرحها مرارًا، وعلوم الحديث لابن الصلاح إلا اليسير من أوائله، وأكثر تصانيفه في الرجال وغيرها؛ كالتقريب، وثلاثة أرباع أصله، ومعظم تعجيل المنفعة، واللسان بتمامه، وأشياء أخرى يطول إيرادها. وأذن له في الإقراء والإفادة والتصنيف، وصلى به إمامًا التراويح في بعض ليالي رمضان. وتدرب به في طريق القوم ومعرفة العالي والنازل والكشف عن التراجم والمتون وسائر الاصطلاح وغير ذلك.