وكذا تدرب على كثير من علماء عصره، مثل: الزين رضوان العقبي، والنجم عمر بن فهد الهاشمي، وانتفع بإرشاد كل منهم وأجزائه وإفادته.
وبعد وفاة شيخه سافر إلى دمياط، فسمع بها من بعض المسندين، وكتب عن نفر من المتأدبين، ثم توجه في البحر لقضاء فريضة الحج، وصحب والدته معه؛ فلقي بالطور والينبوع وجدة غير واحد أخذ عنهم، ووصل مكة أوائل شعبان، فأقام بها إلى أن حج، وقرأ بها من الكتب الكبار والأجزاء القصار ما لم يتهيأ لغيره من الغرباء. وقرأ في رجوعه بالمدينة الشريفة تجاه الحجرة النبوية على غير واحد من العلماء.
ثم رجع إلى القاهرة، فأقام بها ملازمًا السماع والقراءة والتخريج والاستفادة من الشيوخ والأقران، غير مشتغل بما يعطله عن مزيد الاستفادة، إلى أن توجه لمنوف العليا، وفيشا الصغرى، والاسكندرية، ودسوق، وقوة، ورشيد، والمعلة، وسمنود، وغيرها. فحصل في هذه الرحلة أشياء جليلة من الكتب والأجزاء والفوائد عن نحو خمسين نفسًا.
ثم ارتحل إلى حلب، وسمع في توجهه إليها بسرياقوس، والخانقاه، وبلبيس، وغزة، والرملة، والقدس، ونابلس، وحمص، وغيرها .. فبلغ عدد من سمع منهم أثناء هذه الرحلة قريبًا من مائة نفس.
ويربو عدد البلدان والأماكن التي سمع فيها على الثمانين. وفي هذه البلاد أملي كثيرًا من مؤلفاته، ورواها عنه العلماء، وأجازهم وأجازوه.
واجتمع له من المرويات بالسماع والقراءة ما يفوق الوصف، وهي تتنوع أنواعًا، فروى الكتب الستة وما التحق بها، والمسانيد، والمعاجم، والأجزاء، وكتب المناقب، والأربعينيات، والمؤلفات في التفسير واللغة والنحو، وغيرها. وليس المراد بما ذكر الحصر؛ إذ لو سرد كل نوع منه لطال ذكره،