وفي الباب عن جابر وغيره كعبد اللَّه بن حبشي الخثعمي، وحديثه عند أبي داود والنسائي في الجهاد، والدارمي وغيرهم بإسناد قوي من طريق عبيد بن عمير عنه أن النبي ﷺ سئل: أي الأعمال أفضل، قال: إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلول فيه، وحج مبرور. قيل: فأي الصلاة أفضل، قال: طول القيام، قيل: فأي الصدقة أفضل، قال: جهد المقل. وذكر البخاري في تاريخه له علة، وهي الاختلاف على رواية عبيد في سنده، فقال علي الأزدي: هكذا وقال: عبد اللَّه بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده واسم جده قتادة الليثي. ولكن لفظ المتن قال: السماحة والصبر، ومن هنا يمكن أن يقال ليست العلة بقادحة، وقد أخرجه هكذا موصولا من وجهين في كل منهما مقال، ثم أورده من طريق الزهري عن عبد اللَّه بن عبيد عن أبيه مرسلا، وهذا أقوى ويروى عن ابن مسعود أن نملة تجر نصف شقها حملت إلى سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام نبقة جلوقية، فوضعت بين يديه فلم يلتفت إليها، فرفعت رأسها فقالت:
ألا كلنا نهدي إلى اللَّه ماله … وإن كان عنه ذا غنى فهو قابله
ولو كان يهدى للجليل بقدره … لقصر أعلى البحر منه مناهله
ولكنا نهدي إلى من نحبه … ولو لم يكن في وسعنا ما يشاكله
فأتاه جبريل ﵇، فقال: إن اللَّه ﷿ يقرئك السلام ويقول لك: اقبل هديتها، فإن اللَّه تعالى يحب جهد المقل، أسنده الديلمي، وعنده عن ابن عمر رفعه: خير الناس مؤمن فقير يعطي من جهده.