والمعنى أن إخفاء العمل، وعدم الشهرة، والإشارة إلى الرجل بالأصابع، خير من ضده، وأسلم في الدنيا والدين، والقليل من المال الذي لا يشغل عن الآخرة خير من الكثير الذي يلهي عنها، وكذا لما قال عمر بن سعد ابن أبي وقاص كما عند أبي عوانة وغيره لأبيه: أرضيت أن تكون أعرابيا في غنمك والناس يتنازعون في المال، ضرب سعد وجهه وقال: دعني سمعت النبي ﷺ يقول: إن اللَّه يحب العبد الغني التقي الخفي، ويروى عن زيد الرقاشي عن أنس مرفوعا: طوبى لكل غني تقي، ولكل فقير خفي، يعرفه اللَّه ولا يعرفه الناس.
٤٥٩ - حَدِيث: خَيْرُ الزَّادِ التَّقْوَى، العسكري من حديث عبد اللَّه بن مصعب بن زيد بن خالد الجهني عن أبيه عن جده عن زيد بن خالد مرفوعا به في حديث، وفي الباب عن ابن عباس عند أبي الشيخ من حديث ابن أبي نجيح عن مجاهد عنه مرفوعا، وعن عقبة بن عامر عند الديلمي كما سيأتي في: رأس الحكمة، وبعضها يقوي بعضا، بل يشهد له صريح القرآن.
٤٦٠ - حَدِيث: خَيْرُ السُّودَانِ ثَلاثَةٌ بِلالٌ وَلُقْمَانُ وَمِهْجَعٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّه ﷺ، الحاكم في صحيحه من حديث الهِقل بن زياد عن الأوزاعي حدثني أبو عمار عن واثلة بن الأسقع مرفوعا به، وللطبراني من رواية عطاء عن ابن عباس مرفوعا: اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة لقمان والنجاشي وبلال،