سقيمها، وبينوا من رواها وخرجها من أصحاب المصنفات إن كان لها أصل.
والشهرة في هذه الأحاديث ليست هي الشهرة الاصطلاحية التي معناها أن يُرْوَى الحديث من ثلاثة طرق أو أكثر، بل المراد بها الشهرة اللغوية، أي انتشار واشتهار هذه الأحاديث على السنة الناس ومعرفتها في مختلف أوساطهم وطبقاتهم.
وقد بدأت تلك الجهود المتعلقة بالأحاديث المشتهرة على الألسنة بداية مبكرة. وكان من أوائل الذين اهتموا بالإشارة إليها الإمام ابن قتيبة (ت ٢٧٦ هـ) وقد قام الشيخ ابن العطار بجمع أقوال الإمام النووي (ت ٦٧٦ هـ) في أحاديث شائعة، وذلك في كتاب "المسائل المنثورة" الذي يحوي فتاوي الإمام النووي، وكان لهذه الأقوال تأثير واضح على كل من صنف في هذا المجال.
وللإمام ابن تيمية ﵀(ت ٧٢٨ هـ) رسالة وجيزة في هذا الفن، هي "أحاديث القصاص"، التي أجاب فيها الإمام على أحاديث يرويها القصاص عن النبي ﷺ وبعضها عن الله تعالى.
وجاء بعد الإمام ابن تيمية الإمام الزركشي (ت ٧٩٤)؛ فصنف كتابه المعروف باسم "التذكرة في الأحاديث المشتهرة".
ثم جاء الإمام ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢)؛ فألف في هذا الفن تأليفًا قيمًا، هو "اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة".
ثم جاء الإمام السخاوي تلميذ الإمام ابن حجر؛ فصنف أشمل كتاب في الأحاديث المشتهرة على الألسنة، وهو الكتاب الذي بين أيدينا الآن:"المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة".
وفي نفس هذه الحقبة الزمنية ألف الإمام السيوطي (ت ٩١١) كتاب