للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الجيش الذي أرسله مع أسامة إلى فارس لاقى العدو، وهم في بطن واد وقد هموا بالهزيمة، وبالقرب منهم جبل فقال ذلك في أثناء خطبته، ورفع بها صوته فألقاه اللَّه في سمع سارية، فانحاز بالناس إلى الجبل، وقاتلوا من جانب واحد ففتح اللَّه عليهم، أخرج القصة الواقدي عن أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر، وأخرجها سيف مطولة عن أبي عثمان وأبي عمر وابن العلاء عن رجل من بني مازن فذكرها، وهي عند البيهقي في الدلائل واللألكائي في شرح السنة، والدير عاقولي في فوائده، وابن الأعرابي في كرامات الأولياء من طريق ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر، قال: وجه عمر جيشا وولى عليهم رجلا يدعى سارية، فبينما عمر يخطب جعل ينادي: يا سارية الجبل ثلاثا، ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر، فقال: يا أمير المؤمنين هزمنا فبينما نحن كذلك، إذ سمعنا صوتا ينادي يا سارية الجبل ثلاثا، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل فهزمهم اللَّه، قال: فقيل لعمر إنك كنت تصيح هكذا، وهكذا ذكره حرملة في جمعه لحديث ابن وهب، وهو كما قال شيخنا إسناد حسن، ولابن مردويه من طريق ميمون بن مهران عن ابن عمر عن أبيه أنه كان يخطب يوم الجمعة فعرض في خطبته أن قال: يا سارية الجبل من استرعى الذئب ظلم، فالتفت الناس بعضهم إلى بعض، فقال لهم علي: ليخرجن مما قال، فلما فرغ سألوه، فقال: وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا، وأنهم يمرون بجبل، فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجه واحد، وإن جاوزوا هلكوا، فخرج مني ما تزعمون أنكم سمعتموه، قال: فجاء البشير بعد شهر، وذكر أنهم سمعوا صوت عمر في ذلك اليوم، قال: فعدلنا إلى الجبل ففتح اللَّه علينا، وقد أفرد لطرقه الحافظ القطب الحلبي جزءا.

١٣٣٤ - حديث: يا شيخ إن أردت السلامة فاطلبها في سلامة غيرك منك،

<<  <   >  >>