للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني: يختص بالصحيحين مثلاً إذا كانت حافظته أقل يعتني بالصحيحين يذكر طرقه يجمع ألفاظه يعتني بها، وإذا كانت حافظته أوسع يعني يعتني بالكتب الستة، ثم يبدأ يضيف إليها إلى أن يحيط بأكبر قدر يستطيعه من السنة.

كمل، كمل.

وَتَمَّ مَا أَمْلَيْتُ بِاقْتِصَارِ ... عَلَى أُصُولِهِ مَعَ اخْتِصَارِ

إِذْ كَانَ هَذَا الْعِلْمُ لاَ يُحِيطُ ... بِهِ مُطَوَّلٌ وَلاَ بَسِيطُ

لَكِنَّ مَنْ كَانَ أُصُولَهُ وَعَى ... لَمْ يُعْيِهِ مِنْهُ الَّذِي تَفَرَّعَا

وَهْوَ فُنُونٌ كُلُّ فَنٍّ مِنْهُ قَدْ ... أُفْرِدَ تَصْنِيفًا فمَنْ جَدَّ وَجَدْ

وَحِينَ تَمَّتْ قُرَّةُ الْعُيُونِ ... سَمَّيْتُهَا بِاللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ خِتَامًا وَابْتِدَا ... ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ سَرْمَدَا

عَلَى خِتَامِ الأَنْبِيَاءِ أَجْمَعِينْ ... وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينْ

وَاللَّهَ أَرْجُو رَحْمَةً وَمَغْفِرَةْ ... لِذَنْبِنَا وَتَوْبَةً مُكَفِّرةْ

فَهْوَ الرَّحِيمُ الْغَافِرُ التَّوَّابُ ... بِيَدِهِ الْخَيْرُ هُوَ الْوَهَّابُ

أَبْيَاتُهَا قُلْ (قَمَرٌ) بِهِ اسْتَنِرْ ... تَارِيخُهَا (زَجَاءَ غَيْمٍ يَنْهَمِرْ)

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

في ختام هذه المنظومة الطيبة الجامعة المفيدة النافعة يقول الناظم -رحمه الله تعالى: -

وتم ما أمليت باقتصارِ ... . . . . . . . . .

باقتصار واختصر شديد جمع أطراف هذا الفن بهذه الأبيات القليلة نسبياً.

. . . . . . . . . ... على أصوله مع اختصارِ

على أصول هذا الفن، أما التفاريع والفوائد والاستطرادات تترك للمطولات.

إذا كان هذا العلم لا يحيطُ ... به مطولٌ ولا بسيطُ

علم الحديث وما يتعلق به بحر محيط، يعني من قال: إنه أحاط بالسنة يقال له: ليس بصحيح، لم يحط بالسنة أحد، يعني إذا كان القرآن محفوظ بين الدفتين، ويحفظه الكبار والصغار فالسنة بحر محيط، لكن الله -جل وعلا- يعطي فلان ما لم يعطه لغيره، والرسول -عليه الصلاة والسلام- قسم هذا العلم، فكل منهم أخذ بقدر ما أعطاه الله -جل وعلا- وقسمه وأراده.

إذا كان هذا العلم لا يحيطُ ... به مطولٌ ولا بسيطُ

<<  <  ج: ص:  >  >>