يعني لا مختصر ولا مطول، مع أن كلمة بسيط هنا استعمال دارج، يعني في المختصر، مع أن الأصل في البسيط المبسوط والشيخ لما قابل به المطول يريد به المختصر، والأصل أن البسيط يقابل الوجيز، وقد ألف كتب في هذا، البسيط والوسيط والوجيز، يعني البسيط هو المختصر؟ لا، الوجيز هو المختصر، البسيط المبسوط الطويل، فعيل بمعنى مفعول، نعم وفي الفقه وسيط وبسيط ووجيز، وفي التفسير بسيط ووسيط ووجيز، كما هو معروف.
لكن من كان أصوله وعى ... . . . . . . . . .
من وعى أصول هذا الفن، وأدرك حقيقة ما حوته هذه المنظومة، وفهمها على وجهها لم يعيه منه الذي تفرعا، الفروع التي تترفع على الأصول والقواعد الكلية يدركها من الكتب الأخرى، وفهمها لا يعجزه -إن شاء الله تعالى-.
وهو فنون، كل نوع من أنواع الحديث فن مستقل، وألف في كل فن من فنونه كتاب مستقل.
وهو فنون كل فن منه قد ... أفرد تصنيفاً فمن جد وجد
نعم، ما في علم إلا وجد، لا يستطاع العلم براحة الجسم أبداً، من جد وجد، قل: ومن زرع حصد، إنسان يرجو الزرع وهو ما زرع ما يمكن، كما أن زيداً من الناس يريد العلم ويمني نفسه بالعلم وهو مرتاح البال مرتاح الجسم ما تعب ولا عانى ما يمكن أبداً، يقول:
وحين تمت قرة العيونِ ... . . . . . . . . .
في هذه المنظومة.
. . . . . . . . . ... سميتها باللؤلؤ المكنونِ
وقرة العيون يقال: قرة العين إذا بردت، نعم، الذي يفرح يقال له: قرة عين؛ لأن دمع الفرح بارد، والقر: هو البارد يقابله الحر، والقار يقابله الحار، يقولون: من تولى قارها فليتولى حارها، نعم قرة العيون لأنها أمر مفرح، دمعها بارد، نعم بخلاف دمع الحزن فهو حار.
"سميتها" هذا اسمها: اللؤلؤ المكنون "والحمد لله" يعني كما بدأ الشيخ -رحمة الله عليه- بالحمد ختم الحمد، {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [(١٠) سورة يونس]
والحمد لله ختاماً وابتدا ... ثم الصلاة والسلام سرمدا
أيضاً ختم بذلك.
. . . . . . . . . ... ثم الصلاة والسلام سرمدا
على ختام. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
ختام وخاتم بمعنى واحد، فهو خاتم النبيين، عليه أفضل الصلاة والتسيلم.