((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) إذا كان الإنسان في حاجة أخيه يقضيها له فإن الله -جل وعلا- يعينه على ذلك، ويعينه على سائر أموره؛ لأن الخلق كما جاء في الخبر عيال الله، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله.
((ومن سلك طريقاً يلتمس فيه)) فأنت تعين أخاك على كل ما ينوبه من أمور دينه وأمور دنياه، ما تستطيع، ما استطعت من ذلك.
((ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً)) سلك الطريق، بذل السبب، وحضر إلى الدروس، واستمع إلى الدروس العلمية سواءً كانت، وقرأ في الكتب، وسمع ما سجل منها، وبذل السبب، وسلك الطريق الحسي والمعنوي، يعني يحضر إلى الدروس، الأصل في السلوك، سلوك الطريق أنه حسي، لكن أيضاً يدخل فيه الطريق المعنوي، يسلك طريق العلم بالذهاب إلى أماكن الدروس، وإلى القراءة في الكتب، وحفظ المتون، ومزاولة الشروح، وسماع الشروح المسجلة، ومتابعة الدروس من خلال الآلات كل هذا من سلوك الطريق، فبمجرد سلوك الطريق يسهل الله لك به طريقاً إلى الجنة ((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريق)) مجرد سلوك الطريق، ما يلزم أن تكون عالماً، حتى لو سلكت الطريق تقول: والله ما فهمت، أنت سلكت الطريق؛ لأنه وجد من يطلب العلم عقود، خمسين سنة، ستين سنة، ومع ذلك ما أراد الله أن يكون من أهل العلم، هذا نقول: سلك الطريق، ويكفيه هذا، وسهل الله له به طريق إلى الجنة، لكن إن كان من أهل العلم فيرفع عند الله -جل وعلا- درجات.