للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

هل طبيعة هذه الامتحانات طيبة يعني ما في انتقاص فيها لقدر القرآن العظيم، وإفقاد الآيات المعنى الذي تحويه، ولا يوجد فيها حرج شرعاً لمن أتاها أما فيها إساءة؟

نعم فيها إساءة، فيها إساءة وليس بمثل هذا يختبر طلاب العلم.

واحد يسأل يقول: آية واحدة فيها مائة وأربعين عين، مائة وأربعين عين؟

يمكن تجتمع مائة وأربعين عين في آية واحدة؟ {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً} [(١٥٥) سورة الأعراف] سبعين لهم مائة وأربعين عين، لا مثل هذا لا شك أنه من الفضول وليس من متين العلم الذي يختبر به الطلاب، وقد يكون فيه شيء من التضليل كما في الآية الأولى.

ما حكم قول: لا إله إلا الله بعد نهاية الإقامة من قبل المأمومين؟

التعبد بهذا الكلمة كلمة التوحيد كلمة الإخلاص لا شك أنه جاءت به النصوص، وهي أعظم كلمة، هي كلمة التوحيد المنجية التي يدخل بها المرء في الإسلام، ومع ذلك إذا تعبد بها في وقت محدد كهذا الوقت بحيث لا يتركها أبداً هذا لا يصح؛ لأنه تحديد لوقت لم يحدده الشارع، اللهم إلا على القول بأن الإقامة تجاب كالأذان فإذا قال المقيم: "لا إله إلا الله " قال مثله.

يقول: لقد ذكر شيخ الإسلام مثالاً على جواز العمل بالحديث الضعيف، في وروود أجر عظيم على ذكر من أذكار الثابت، يعني الذكر بالنص على ألا يكون في الحديث تقييد إلا ذكر الأجر؟

يعني مثل ما قالوا في حديث: ((من صلى الصبح في جماعة، ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تتطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كان له أجر حجة)) هذا تضمن ذكر الأجر، وإلا فالجلوس إلى انتشار الشمس من فعله-عليه الصلاة والسلام- ثابت في صحيح مسلم، وصلاة الضحى ثابتة بحديث أخرى، والجمع بينهما وترتيب الثواب هذا هو الحديث الذي فيه الكلام لأهل العلم وإن كان قابلاً للتحسين، فعلى كلام الشيخ هذا أن مجرد ترتيب الثواب على الذكر الثابت أصله في نصوص صحيحة هو الذي يعمل به، ومع ذلك لا يجزم بهذا الثواب إنما يرجو مثل هذا الثواب، يعمل بالجلوس إقتداء بجلوسه-عليه الصلاة والسلام-، ويصلى الركعتين باعتبار أنهما ركعتا الضحى، ويرجو ثواب الله -جل وعلا- لعل الخبر أن يصح، وإن لم يصح فعمله شرعي بدونه.

سم.

<<  <  ج: ص:  >  >>