الحسنة هاهنا: الخصب والمطر. يقول: إن أصابهم خصب وغيث قالوا: هذا من عند الله.
والسيئة: الجدب والقحط. يقول: وإن تصبهم سيئة يقولوا: هذه من عندك. أي بشؤمك، يقول الله تعالى: قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ.
ومثل هذا قوله حكاية عن فرعون وملئه: فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ [الأعراف: ١٣١] يريد إذا جاءهم الخصب والمطر قالوا: هذا هو ما لم نزل نتعرّفه.
ثم قال: ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ أي من خير فَمِنَ اللَّهِ، وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ أي من شر فَمِنْ نَفْسِكَ [النّساء: ٧٩] أي بذنبك. الخطاب للنبي، صلّى الله عليه وسلم، والمراد غيره، على ما بيّنت في باب الكناية.