للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ذكر كفاية الله المستهزئين]

وقد كفى المستهزئين البعدا ... ألله ربّنا، فباؤوا بالرَّدَى

فَعَمِيَ الأسودُ، ثمَّ الأسودُ ... الآخرُ اسْتسْقَى فأردته اليَدُ «١»

كذا أشارَ للوليدِ «٢» فانتَقَضْ ... الجُرحُ، والعاصي «٣» كذاك فعرض

لرجله الشّوكة حتّى أرهقا ... والحارثُ «٤» اجتيحَ بقيحٍ بَزَقا

وعُقبَةٌ في يومِ بَدرٍ قُتِلا ... أَبو لَهَبْ بَاءَ سريعًا بالبَلا

ثامِنُهُمْ أسلَمَ وهو الحَكمُ «٥» ... فَقَدْ كَفَاهُ شَرَّه إذ يسلم


(١) الأول: هو الأسود بن المطلب بن أسد أبو زمعة، من بني أسد، دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعمي. والثاني: هو الأسود بن عبد يغوث بن وهب، من بني زهرة. وقول المصنف: (فأردته اليد) يقال: أومأ جبريل إلى بطنه، فسقى بطنه ومات حبنا- أي: انتفاخا- ويقال: إنه عطش فشرب الماء حتى انشق بطنه. وانظر «سبل الهدى والرشاد» (٢/ ٦٠٥) ، و «سيرة ابن هشام» (٢/ ٤١٠) .
(٢) هو الوليد بن المغيرة، أشار جبريل إلى أثر جرح بأسفل كعب رجله، فمر برجل يريش نبلا له فوطىء على سهم منها فخدشته خدشا يسيرا، فانتقض جرحه فقتله.
(٣) هو العاصي بن وائل السهمي، نزل في شعب على طريق الطائف، فأصابت رجله شوكة من شجرة، فانتفخت حتى صارت كعنق البعير، فقتلته.
(٤) هو الحارث بن قيس السهمي، أومأ إليه جبريل فأصابته جائحة- أي: آفة- فابتلي بقيح، فظل يبزق قيحا حتى مات.
(٥) الحكم بن أبي العاصي بن أمية، قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» (٢/ ٦٠٨) : (أظهر الإسلام يوم الفتح، وكان مغموصا عليه في دينه، ولعنه صلى الله عليه وسلم وما ولد، وغرّبه من المدينة) .

<<  <   >  >>