للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هيفاء ينبس في الخصر الوشاح لها ... درماء تخرس في الساق الخلاخيل «٥٤»

من اللواتي غذاهنّ النعيم فما ... يشفّين أباؤها الصيد البهاليل

وتتوالى الابيات في هذا الغزل حتى يخلص الى مدح النبي صلّى الله عليه وسلّم، وهو- كما مر- يتناول اعضاء المرأة ويعرضها للسامع بأسلوب مثير وكأنه يعرض جارية للبيع.. وهذه حالة لا يتعاطف القلب معها ولا تستأنس النفس بذكرها.

اما الغزل بالمذكر او المرد- كما قال ابن حجة الحموي- فهو قليل اذا ما قيس بحجم الغزل بالمؤنث، وهو لا يهبط- كما بدا لنا- الى الدرك الاسفل من الادب المرذول كما هو الحال عند الشعراء المشهورين بالمجون والتهتك وقلة الحياء، واليك هذا المثال لشمس الدين محمد بن عفيف الدين (سليمان) التلمساني المعروف بالشاب الظريف (ت ٦٨٨ هـ) في مطلع قصيدة يمدح بها الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ويذكر فيها قسوة المحبوب وعدم مبالاته بما يعاني المحب من أرق وقلق «٥٥» :


(٥٤) درم الساق: استوى، وامراة درماء: لا تستبين كعوبها ومرافقها، وكل ما غطاه الشحم واللحم خفي حجمه فقد درم.
(٥٥) ديوان الشاب الظريف ص ٤٣.

<<  <   >  >>