للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فاق النبيين في خلق وفي خلق ... ولم يدانوه في علم ولا كرم

ولابد من التنويه بان شعر الحنين الى ارض الحجاز والاماكن المقدسة وذكر معالمها ومباهجها وما دب فيها من انسان وحيوان، وما نبت فيها من شجر وزرع لم يكن من ابتداع هؤلاء الشعراء الذين ذكرناهم، بل سبقهم شعراء كثيرون منذ زمن الشريف الرضي، واشتهر بذلك حسام الدين عيسى بن سنجر الإربلي المعروف بالحاجري (ت ٦٣٢ هـ) نسبة الى حاجر، احدى المواضع الحجازية التي تغنى بها واكثر من ذكرها في شعره «٧٥» .

لقد استطاب الشعراء هذا اللون في مطالع قصائدهم المدحية لحبهم وشوقهم الى الرسول صلّى الله عليه وسلّم الذي ضمته تلك الديار كما عبر عن ذلك ابن دقيق العيد في قوله «٧٦» :

تهيم نفسي طربا عندما ... استملح البرق الحجازيّا

ويستخف الوجد عقلي وقد ... أصبح لي حسن الحجى زيّا


(٧٥) ينظر بحثنا (حسام الدين الحاجري الاربلي) في مجلة اداب المستنصرية، العدد ١٠ لسنة ١٩٨٤.
(٧٦) ابن دقيق العيد، حياته وديوانه ص ١٥٤.

<<  <   >  >>