ان الكثير من قصائد المديح النبوي يبدأ بواحد من التمهيدات السابقة، والقليل يخلو منها، ولا سيما القصائد القصيرة والمقطوعات، كما هو الحال عند الصاحب شرف الدين عبد العزيز بن محمد الانصاري (ت ٦٦٢ هـ) حيث نجد في ديوانه مجموعة نبويات تبدأ بالمديح مباشرة، يظهر عليها التصنع والعناية بالمحسنات اللفظية والمعنوية، حتى انه بنى قوافي احداها على لزوم ما لا يلزم، منها «٧٩» :
جلّ ربعا بطيبة حلّ فيه ... خير حال بسؤدد وعفاف
حجرات كم للملوك وللأم ... لاك فيهنّ من حفا واحتفاف
واليه خفت بنا العيس في عر ... ض الفيافي قوادما وخوافي
يمّمت ما جدا سرت مدح الا ... يات منه، ثم اقتضتها القوافي
وبعد ان عرضنا المقدمات والوانها في اشهر القصائد التي تناولت مدح الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ننتقل الى متون هذه القصائد لنرى مضامينها وكيف عالجها الشعراء. فأول ما يطالعنا منها الغزل بذات الرسول وذكر حسنه وبهائه وجماله وصفاته وسحر عينيه ورموشه وثغره وطيب أريجه وحلو