للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أجلّ الورى فرعا وانور مفرقا ... وأجمل عرنينا وأحلى مقبّلا

واقومهم قدّا والين معطفا ... وأعذب الفاظا واصدق مقولا

وكان الكثيرون من المسلمين يقبلون على سماع الغزل في ذات النبي صلّى الله عليه وسلّم إقبالا واسعا ويهتزون له، وشاع في اوساط العامة شيوعا كثيرا، ورددوه في احتفالهم سنويا بمولده، وتغنوا به، مما دعا بعض العلماء من رجال الدين الى انكاره، فقال صاحب المجموعة النبهانية في المدائح النبوية: «واقبح من التشبيب بالنساء والولدان في ذلك ما يستحسنه بعض الجهال القاصرين من سماع الاشعار المشتملة على المعاني الغزلية في وصف الذات الشريفة المحمدية مما يأباه كلّ ذي طبع سليم ولا يستحليه الا كلّ ذي ذوق سقيم. وقد ادخلوا بعض تلك الاشعار في قصة المولد الشريف المنسوبة الى بعض العلماء، وصارت تقرأ في مجالس العوام فلا تذكر، وذلك من أقبح المذكر، فليتجنب سماعه وليحذر، ومن ذا الذي يستحسن ان يتغزل به أو بأبيه او برجل جليل من قومه او ممن يعتقدهم ويجلهم من العلماء والاولياء وغيرهم من الاكابر والاجلاء، كما يتغزل بالولدان والنساء؟ لا شك في ان ذلك لا يستحسنه احد من العقلاء» «٨٤» .


(٨٤) المجموعة النبهانية ٢/ ١٤.

<<  <   >  >>