للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله، اليه يلجؤون وبه يستغيثون واياه يدعون» «٤» .

ومن القصائد التي حظيت بالقبول الواسع، وذاعت شهرتها، واكتسبت رضا الكثيرين، وداعبت قلوب المكلومين ونفوس المظلومين، قصيدة يوسف بن محمد التوزري المعروف بابن النحوي (ت ٥١٣ هـ) المشهورة ب «المنفرجة» أو «الفرج بعد الشدة» ، ومطلعها «٥» :

اشتدّي أزمة تنفرجي ... قد آذن ليلك بالبلج

وكانت هذه القصيدة محط أنظار الشراح، مثل الاضواء البهجة في إبراز دقائق المنفرجة، والأنوار المنبلجة في بسط أسرار المنفرجة، والسريرة المنزعجة في شرح المنفرجة، وغير ذلك «٦» .

وذهب فريق آخر الى التضرع بالرسول الكريم محمد- صلّى الله عليه وسلّم- والتوسل لديه، والتعلق باعتابه، أن يزيل عنهم الاحزان الجاثمة، ويردّ الامن والدعة الى نفوسهم الهائمة، ويلج بهم ابواب الرحمة الواسعة، الى ساحات الرضا السرمدي والراحة الخالدة، وخير مثال على ذلك القصائد التي قيلت سنة أربع وخمسين وست مئة للهجرة حينما انفجر بركان بالقرب من المدينة المنورة وأخذ يقذف الحمم النارية ويهدد بالدمار والخراب. قال السيوطي: «وفي هذه السنة، في يوم الاثنين، مستهل


(٤) نفسه ص ٢٣٩.
(٥) مفتاح السعادة ٣/ ١٤٤.
(٦) ينظر تاريخ المعارضات في الشعر العربي ص ٥٧.

<<  <   >  >>