للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جمادى الاخرة، وقع بالمدينة الشريفة صوت يشبه صوت الرعد البعيد تارة وتارة، واقام على هذه الحالة يومين، فلما كان ليلة الاربعاء تعقب الصوت زلزلة عظيمة، رجفت منها الارض والحيطان، واضطرب المنبر الشريف، واستمرت تزلزل ساعة بعد ساعة الى يوم الجمعة خامس الشهر، ظهر من الحرة نار عظيمة، وسالت أودية منها سيل الماء، وسالت الجبال نارا، وسارت نحو طريق الحاج العراقي، فوقفت واخذت تأكل الارض أكلا، ولها كل يوم صوت عظيم من آخر الليل الى الضحوة، واستغاث الناس بنبيهم- صلّى الله عليه وسلّم- واقلعوا عن المعاصي» «٧» ، واجود قصيدة نظمت آنذاك في ذكر هذه الحادثة ومدح الرسول- صلّى الله عليه وسلّم- كانت للشاعر سيف الدين علي بن عمر بن قزل المعروف بابن المشد (ت ٦٥٦ هـ) ، مطلعها «٨» :

ألا سلّما عنّي على خير مرسل ... ومن فضله كالسّيل ينحطّ من عل

ومنها وصف للصورة المخيفة التي اذهلت الناس وأرعبتهم:

لها شرر كالبرق لكن شهيقها ... فكالرعد عند السامع المتأمل


(٧) حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة ٢/ ٤٦.
(٨) نفسه ٢/ ٤٧. وينظر ديوان سيف الدين المشد، تح: عباس هاني (رسالة ماجستير من كلية التربية بجامعة بابل سنة ٢٠٠٠) ص ٤٤٥.

<<  <   >  >>