وبال أعرابيّ في المسجد بحضرته، فهمّ به أصحابه، فقال صلّى الله عليه وسلّم:«لا تزرموه» ؛ أي: لا تقطعوا عليه البول.
ثمّ قال له:«إنّ هذه المساجد لا تصلح لشيء من القذر والبول والخلاء» .
وفي رواية:«قرّبوا ولا تنفّروا» .
وجاء أعرابيّ يطلب منه شيئا، فأعطاه صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ قال له:«احسنت إليك؟» .
قال الأعرابيّ: لا، ولا أجملت.
فغضب المسلمون، وقاموا إليه. فأشار إليهم أن كفّوا.
ثمّ قام ودخل منزله، وأرسل إلى الأعرابيّ وزاده شيئا، ثمّ قال له:
«احسنت إليك؟» .
قال: نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا.
فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:«إنّك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي شيء من ذلك، فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يديّ حتّى يذهب من صدورهم ما فيها عليك» .
قال: نعم.
فلمّا كان الغد أو العشيّ.. جاء فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:«إنّ هذا الأعرابيّ قال ما قال، فزدناه فزعم أنّه رضي ذلك، أكذلك؟» .