فلتمسوها في العشر البواقي، في العشر البواقي يعني من رمضان الذي تبدأ بغروب الشمس يوم عشرين، وقد يقول قائل: أنه لا مانع من أن تدخل في العشر البواقي ليلة عشرين، لاسيما إذا كان الشهر ناقصاً، لكن معروف أن العشر الأواخر تبدأ من ليلة إحدى وعشرين بغروب الشمس يوم عشرين وأما ليلة عشرين فهي من العشر الأواسط، فالتمسوها في العشر البواقي في الوتر منها هذا بدل بعض من كل، بدل بعض من كل، والتنصيص على الأوتار باعتبار أنها أرجى من الأشفاع، لأن الله وتر يحب الوتر أرجى من الأشفاع.
قال -رحمه الله-: عن نافع عن ابن عمر أن رجالاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "رأو ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، في السبع الأواخر"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ((إني أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر)، يعني: يترك ليلة إحدى وعشرين؟ وليلة اثنين وعشرين، يبدأ من ليلة ثلاثة وعشرين أو من ليلة أربعة وعشرين، هذا من ضمن الأحاديث التي جاءت بإبهام ليلة القدر، وقبله ((فالتمسوها في العشر البواقي))، وهنا في السبع الأواخر وجاء ما يدل على ليلاٍ بعينها، كل هذا تعمية لهذه الليلة وإبهام لها من أجل أن يستكثر المسلم من العبادة، وظن أنه لو عرف هذه الليلة بعينها لما حرص على قيام بقية الليالي.