٢ في قرة العيون: أي اتخذوه ربا بعبادتهم له من دون الله. وقال تعالى: ٥: ١١٧,١١٦ (إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتي كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد) . فمن تدبر هذه الآيات تبين له معنى "لا إله إلا الله "، وتبين له التوحيد الذي جحده أكثر من يدعي العلم في هذه القرون وما قبلها من متأخري هذه الأمة, وقد عمت البلوى بالجهل بعد القرون الثلاثة لما وقع الغلو في قبور أهل البيت وغيرهم وبنيت عليها المساجد, وبنيت لهم المشاهد، فاتسع الأمر وعظمت الفتنة في الشرك المنافي للتوحيد لما حدث الغلو في الأموات وتعظيمهم بالعبادة. فبهذه الأمور التي وقع فيها الأكثر, وعاد المعروف منكرا والمنكر معروفا, والبدعة سنة والسنة بدعة، نشأ على هذا الصغير, وهرم عليه الكبير، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ, فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس" وفي رواية: " يصلحون ما أفسد الناس ". ٣ حسن: الترمذي: كتاب التفسير (٣٠٩٥) : باب ومن سورة التوبة. والبيهقي (١٠/ ١١٦) وعزو الحديث لأحمد وهم كما أفاده الدوسري. والحديث حسنه الألباني في غاية المرام ص (٢٠) . ٤ رواه الإمام أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير مطولا. ٥ سورة البقرة آية: ١٦٥.