للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: "يا معشر قريش" المعشر الجماعة.

قوله: "أو كلمة نحوها" هو بنصب "كلمة" عطف على ما قبله.

قوله: "اشتروا أنفسكم" أي بتوحيد الله وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له وطاعته فيما أمر به، والانتهاء عما نهى عنه. فإن ذلك هو الذي ينجي من عذاب الله لا الاعتماد على الأنساب والأحساب؛ فإن ذلك غير نافع عند رب الأرباب.

قوله: "لا أغني عنكم من الله شيئا"١ فيه حجة على من تعلق على الأنبياء والصالحين، ورغب إليهم ليشفعوا له وينفعوه، أو يدفعوا عنه؛ فإن ذلك هو الشرك الذي حرمه الله تعالى، وأقام نبيه صلي الله عليه وسلم بالإنذار عنه، كما أخبر تعالى عن المشركين في قوله: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} ٢ {هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} ٣. فأبطل الله ذلك ونزه نفسه عن هذا الشرك، وسيأتي تقرير هذا المقام إن شاء الله تعالى. وفي صحيح البخاري: " يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا ".

قوله: "يا عباس بن عبد المطلب" بنصب "بن" ويجوز في "عباس" الرفع والنصب. وكذا في قوله: " يا صفية عمة رسول الله، ويا فاطمة بنت محمد ".


١ في قرة العيون: هذا هو معنى ما تقدم من أنه تعالى هو المتصرف فى خلقه بما شاء مما اقتضته حكمته في خلقه وعلمه بهم, والعبد لا يعلم إلا ما علمه الله, ولا ينجو أحد من عذابه وعقابه إلا بإخلاص العبادة له وحده والبراءة من عبادة ما سواه. كما قال تعالى: (٥: ٧٢) (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) . والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنذر الأقربين نذارة خاصة، وأخبر أنه لا يغني عنهم من الله شيئا, وبلغهم وأعذر إليهم. فأنذر قريشا ببطونها وقبائل العرب في مواسمها، وأنذر عمه وعمته وابنته وهم أقرب الناس إليه, وأخبر أنه لا يغني عنهم من الله شيئا إذا لم يؤمنوا به ويقبلوا ما جاء به من التوحيد وترك الشرك به، وسائر شرائع الإسلام وعباداته.
٢ سورة الزمر آية: ٣.
٣ سورة يونس آية: ١٨.

<<  <   >  >>