للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبادته، ووسائل الشرك محرمة; لأنها تؤدي إلى الشرك الأكبر وهو أعظم الذنوب.

قوله: "في الصحيح: "عن عائشة -رضي الله عنها- أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلي الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة ١ وما فيها من الصور. فقال: " أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح -أو العبد الصالح-، بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله " ٢. فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين: فتنة القبور وفتنة التماثيل".

قوله: "في الصحيح" أي الصحيحين.

قوله: "أن أم سلمة" هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشية المخزومية، تزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد أبي سلمة سنة أربع. وقيل: الحبشة وما فيها من الصور، فقال: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح -أو العبد الصالح-، بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله "٣.

ثلاث; وكانت قد هاجرت مع أبي سلمة إلى الحبشة٤ ماتت سنة اثنتين وستين.

قوله: "ذكرت لرسول الله" وفي الصحيحين: " أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا ذلك لرسول الله صلي الله عليه وسلم". و"الكنسية" بفتح الكاف وكسر النون: معبد النصارى.

قوله: "أولئك" بكسر الكاف، خطاب للمرأة.

قوله: "إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح" هذا- والله أعلم- شك من بعض رواة الحديث: هل قال النبي صلي الله عليه وسلم هذا أو هذا؟ ففيه التحري في الرواية. وجواز الرواية بالمعنى.


١ لأن دين الحبشة: النصرانية. وقد أسلم النجاشي وجماعة من أهلها لما هاجر إليها جعفر بن أبي طالب ومن معه من المسلمين: الهجرة الأولى.
٢ البخاري: كتاب الصلاة (٤٢٧) : باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد؟ ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة (٥٢٨ (١٦) باب النهي عن بناء المساجد على القبور.
٣ إنما كانوا شرار الخلق؛ لأنهم ضلوا وأضلوا وسنوا لمن بعدهم الغلو في القبور وأهلها المفضي بالغالين إلى عبادتها، وكل من فعل فعلهم من هذه الأمة التي سبق عليها القول بأن بعضها يتبع سنن المشركين من أهل الكتاب فهو مثلهم, وفي مثل هؤلاء ورد الحديث الذي في الصحيح: "ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة". وقال تعالى: (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم) الآية.
٤ ثم عادت مع زوجها أبي سلمة إلى مكة, وهاجر أبو سلمة إلى المدينة, وحبسها بنو المغيرة بمكة سنة; ثم لحقت بزوجها في المدينة; وتوفي أبو سلمة رضي الله عنه سنة أربع من الهجرة.

<<  <   >  >>