قوله:" إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت ". قال عوف: العيافة: زجر الطير، والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها، هو من عادات العرب، وكثير في أشعارهم. يقال: عاف يعيف عيفا، إذا زجر وحدس وظن.
قوله:"والطرق: الخط يخط بالأرض" كذا فسره عوف، وهو كذلك.
وقال أبو السعادات: هو الضرب بالحصى الذي يفعله النساء. وأما الطيرة فيأتي الكلام عليها في بابها إن شاء الله تعالى.
قوله:"من الجبت" أي السحر. قال القاضي: والجبت في الأصل الفشل الذي لا خير فيه، ثم استعير لما يعبد من دون الله، وللساحر والسحر.
قوله:"قال الحسن: رنة الشيطان" قلت: ذكر إبراهيم بن محمد بن مفلح أن في تفسير بقي بن مخلد أن إبليس رن أربع رنات: رنة حين لُعن، ورنة حين أُهبط;
ولأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه.
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد " ١. رواه أبو داود، وإسناده صحيح.
ورنة حين ولد رسول الله صلي الله عليه وسلم، ورنة حين نزلت فاتحة الكتاب. قال سعيد بن جبير:"لما لعن الله تعالى إبليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة، ورن رنة، فكل رنة منها في الدنيا إلى يوم القيامة ". رواه ابن أبي حاتم. وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:"لما فتح رسول الله صلي الله عليه وسلم مكة رن إبليس رنة اجتمعت إليه جنوده". رواه الحافظ الضياء في المختارة. الرنين: الصوت. وقد رن يرن رنينا، وبهذا يظهر معنى قول الحسن -رحمه الله تعالى-.
١حسن. أبو داود: كتاب الطب (٣٩٠٥) : باب في النجوم، وأحمد (١/٢٧٧,٣١١) ، وابن ماجة كتاب الأدب (٣٧٢٦) : باب تعلم النجوم. وصححه الألباني في صحيح الجامع (٥٩٥٠) ، وفي الصحيحة (٧٩٣) .