للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: "ولأبي داود وابن حبان في صحيحه: المسند منه" ولم يذكر التفسير الذي فسره به عوف. وقد رواه أبو داود بالتفسير المذكور بدون كلام الحسن.

قوله: "وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد ". رواه أبو داود بإسناد صحيح". وكذا صححه النووي والذهبي ورواه أحمد وابن ماجه.

قوله: "من اقتبس" قال أبو السعادات: " قبست العلم واقتبسته إذا علمته" اهـ١.

قوله: "شعبة" أي طائفة من علم النجوم. والشعبة الطائقة. ومنه الحديث: ? " الحياء شعبة من الإيمان " ٢. أي جزء منه.

وللنسائي من حديث أبي هريرة: " من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك. ومن تعلق شيئا وكل إليه " ٣.

قوله: "فقد اقتبس شعبة من السحر" المحرم تعلمه. قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-: " فقد صرح رسول الله صلي الله عليه وسلم بأن علم النجوم من السحر". وقال تعالى: {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} ٤.

قوله: "زاد ما زاد" أي كلما زاد من تعلم علم النجوم زاد في الإثم الحاصل بزيادة الاقتباس٥ من شعبه، فإن ما يعتقده في النجوم من التأثير باطل، كما أن تأثير


١ أصله مأخوذ من القبس, وهو القليل من النار ليستدفئ به. قال موسى لأهله: (امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى) .
٢ البخاري: الإيمان (٩) , ومسلم: الإيمان (٣٥) , والنسائي: الإيمان وشرائعه (٥٠٠٦) , وأبو داود: السنة (٤٦٧٦) , وابن ماجه: المقدمة (٥٧) , وأحمد (٢/٤١٤ ,٢/٤٤٢) .
٣ ضعيف. النسائي: كتاب تحريم الدم (٧/١١٢) (٤٠٧٩) : باب الحكم في السحرة. وضعفه الذهبي في الميزان (٢/٣٧٨) . وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٥٧١٤) .
٤ سورة طه آية: ٦٩.
٥ الوعيد لمن يتعلم منه ما يؤدي إلى الكفر كادعاء علم الغيب، كما في كتيب ينسب إلى أبي معشر، وهو شائع بين السحرة الذين يتسمون بأسماء إسلامية يغرون به النساء وضعفة العقول. وقد تمدن الشياطين وإخوانهم من سحرة هذا الزمان في البلاد المتمدنة، فاخترعوا أسماء للسحر جديدة وصورا كذلك, مثل اسم التنويم المغناطيسي، ومناجاة الأرواح، واستحضارها بأنواع من الحيل والتعازيم المتمدنة أيضا.

<<  <   >  >>