٢ من العجيب جدا دعوى النسخ (*) . فإن الآيتين في معنى واحد. وتفسير النسخ بتقييد مطلقها -يعني بالمشيئة- كذلك غير واضح, والظاهر أنها لا تثبت رواية عن ابن عباس -رضي الله عنهما-. (*) قوله: (من العجيب جدا دعوى النسخ) إلخ. أقول: ليس في ذلك ما يتعجب منه؛ لأن معنى النسخ عند السلف أوسع من معناه عند الفقهاء؛ لأن السلف يطلقون النسخ على تقييد المطلق وتخصيص العام؛ لكونهما غيرا المعنى المفهوم من النص المطلق والنص العام, ومعلوم أن آية هود مطلقة ظاهرها أن مريد الدنيا بأعماله يعطى مراده, وآية الأسرى بينت أنه لا يعطى من ذلك إلا ما شاء الله، وإن ذلك أيضا لا يحصل إلا لمن أراده الله, فاتضح من ذلك أن طالب الدنيا بأعماله قد يعطى مراده إذا شاء الله ذلك, وقد يعمل ولا يحصل له ما أراد؛ لأن الله سبحانه لم يشأ ذلك, وهذا واضح جدا, والله أعلم. ٣ صحيح. أخرجه الترمذي: كتاب الزهد (٢٣٨٢) : باب ما جاء في الرياء والسمعة. وقال: حديث حسن غريب. وابن حبان (٢٥٠٢- موارد) ، والحاكم (١/ ٤١٨ , ٤١٩) ، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (١/ ١٣: ١٥) . وصحيح الجامع (١٧٠٩) .