٢ في قرة العيون: فيه فضيلة هذه الأمة وأنهم أكثر الأمم تابعا لنبيهم صلى الله عليه وسلم، وقد كثروا في عهد الصحابة - رضي الله عنهم -, وفي وقت الخلفاء الراشدين ومن بعدهم, فملأوا القرى والأمصار والقفار, وكثر فيهم العلم, واجتمعت لهم الفنون في العلوم النافعة, فما زالت هذه الأمة على السنة في القرون الثلاثة المفضلة، وقد قلوا في آخر الزمان. قال شيخنا - رحمه الله تعالى - في مسائله: ((وفيه فضيلة هذه الأمة بالكمية والكيفية, فالكمية الكثرة والعدد, والكيفية فضيلتهم في صفاتهم)) . ٣ في قرة العيون: وفيه أيضا فضل الصحابة رضي الله عنهم في مذاكرتهم العلم وحرصهم على فهم ما حدثهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم حرصا على العمل به, وفيه جواز الاجتهاد فيما لم يكن فيه دليل؛ لأنهم قالوا ما قالوا باجتهادهم, ولم ينكر صلى الله عليه وسلم ذلك عليهم, لكن المجتهد إذا لم يكن معه دليل لا يجوز له أن يجزم بصواب نفسه, بل يقول: لعل الحكم كذا وكذا كقول الصحابة - رضي الله عنهم - في هذا الحديث.