للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في نفقة عيده. فقال: نعم. قلت: نراسل السادة وأشرت إلى السيدة والخالة والأمراء والحرم ونستعلم منهم الصورة فيما يتعلق بهم. ففعل وقالوا: قد راجت أموالنا وما بقي لنا ما نطالب به أو نقتضيه. قال: فقلت: إن خدم الدار وحواشيها وأصحاب الجرايات والمرتزقة والغلمان الحجرية والرجالة المصافية، وأصحاب مؤنس وأصحاب الحجاب وأصحاب الشرطة جارون هذا المجرى في الاستيفاء، وقد أزحت عللهم فيما استحقوه منذ نظرت ومكرر إلى هذه الغاية، ولم يبق علينا شيء لأحد إلا ما كان لبعض رجال القواد التفاريق، وقد تقدمت بإخراج الحال فيه فكان مائة وثلاثين ألف دينار، وحملت إلى مجلس العطاء اليوم منه مائة ألف دينار وقدرت أن الثلاثين ألفاً ستتوفر من جاري من مات أو غاب أو أُسقط، وفضول الأوزان والرسوم التي كان يرتفق بها قبل هذا الوقت. وإنما أردت في إعلام أمير المؤمنين من ذلك ما أعلمته ليتحقق استقامة أمره وأمر أهل دولته. قال: فأظهر السرور بما أخبرته به وشكرني على ما فعلته فيه وقلت: يا أمير المؤمنين إن ابن الفرات نظر لك قبلي أربع سنين فأنفق ارتفاع الدنيا ومال المصادرات، وكذا وكذا ألف دينار من بيت مال الخاصة لم يسم أبو القاسم عيسى بن على ما ذكر مبلغه ثم نظر لك بعده محمد بن عبيد الله الخاقاني، فأخرج من بيت مال الخاصة ألف ألف دينار زائدة على ما أخرجه ابن الفرات بعد الذي أنفقه من الارتفاع والمصادرة، وقد وفيت الناس أموالهم كما رأيت وما مسست من بيت مال الخاصة درهماً واحداً، وإن تركتني حتى أدبر أمورك في هذه السنة المقبلة ولم تغير لي أمراً قمت بجميع الخرج، وحملت إلى بيت مال الخاصة ألف ألف دينار أُوفرها. فقال: معاذ الله أن أعتقد لك صرفاً أو اعتاض عنك أحداً، وأنت ... وأنت ... وجعل يقرظني ويصفني ويحمدني ويشكرني. فانصرفت من بين يديه وعندي أنني

<<  <   >  >>