للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قد كفيت الصرف فما مضى على هذا المجلس سبعة أيام حتى قبض علي في اليوم الثامن وكان يوم التروية، ونكبني.

وحدث أبو علي عبد الرحمن بن عيسى قال: سمعت الوزير أبا الحسن أخي يقول: قل ما ظفر أحد ببغي فلم يبطر، وقل من حرص على النساء فلم يفتضح، وقل من أكثر من الطعام فلم يتخم؛ وقل من ابتلى بوزراء السوء فلم يقع في المهالك. وهذه الكلمة عمدة القول.

وحدث عبد الرحمن قال: كان أبو بكر بن مقاتل يتولى كيل ما يرد من الشعير للقضيم واستيفاءه، فيبقى عليه من أسافل الزواريق من الرطب والعفن ما يباع بثمن بخس، ويورد الحسبانات على الأوقات. فاتفق أن حضر الناظر في أمور الجوارح والطيور يلتمس إطلاق علوفة البط في البرك والزبيدية وقدر ذلك ثلاثون قفيزاً شعيراً في كل شهر فأحضر أخي أبو الحسن علي بن عيسى ابن مقاتل وناظره على أمر الشعير الرطب والمبلول وما يحصل من ثمنه، وموقعه من ثمن الشيلم، والتفاوت بينهما، إلى أن عرف التوفير بين إطلاق الشعير الجيد والشعير الرطب، ثم تقدم بإقامة العلوفة من الرطب. فخرج ابن مقاتل متعجباً من دقة نظر أبي الحسن فيما نظر فيه حتى وفر ما وفره منه بعد طول المجاورة وذهاب شطر من الزمان في المناظرة، وعرج ابن مقاتل إلى أحمد ابن يحيى بن حاني كاتب الوزير أبي الحسن علي خاصة فقال له: كم يرتزق الوزير في الشهر؟ قال: سبعة آلاف دينار. فقال: قسط اليوم فيها مائتان وثلاثون ديناراً، وقسط الساعة نحو عشرين ديناراً، وقد نظر الوزير في أكثر من ساعة توفيراً لا يبلغ ما استحقه من الرزق. وأخرج القول

<<  <   >  >>