للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الانقياد المنافي للترك، لا بد أن ينقاد المسلم ويستسلم لله -سبحانه وتعالى-، فلإسلام هو الاستسلام والانقياد والإذعان، وإلا فما معنى مسلم لا ينقاد لأوامر الله، ولا يستسلم لأوامره، قد يقول قائل: كثير من المسلمين لا ينقادون، هل معنى هذا أنهم غير مسلمين؟ إذا كانوا لا ينقادون مع اعترافهم بأنهم مخالفون، هؤلاء ارتكبوا معاصي، لكن إذا استحلوا الترك والمأمور به دليله قطعي يخرجون من الدين، إذا أنكروا أمراً معلوم من الدين بالضرورة، إذا قيل له: صلِ، قال: ما أنا مصلي، إذا قيل: قل: لا إله إلا الله، قال: ما أنا بقائل، هذا تارك، لكن هل تركه للصلاة مع جحد وجوبها يكفر قولاً واحداً، إذا كان تركه للصلاة تكاسل وتهاون هذه المسألة خلافية، والمفتى به، والمعمول به عند جمع من أهل التحقيق أنه يكفر إذا ترك ولو أقر بوجوبها، لكن نفترض في مسألة ثانية قيل له: صم رمضان، قال: ما أنا بصائم، لماذا؟ قال: والله الصيام ما هو بواجب، قلنا: كافر؛ لأن وجوب الصيام معلوم من الدين بالضرورة، لكن لو قال: والله حر، وأنا عندي عمل، وعندي أسرة أنفق عليهم، ما أنا بصائم في رمضان، ارتكب أمراً عظيماً، وعلى خطر كبير، من أهل العلم من يرى أنه يكفر بترك الأركان، لكن المعتمد عندهم أنه لا يوجد ما يكفر به إلا الصلاة من الأركان.

القبول المنافي للرد: لا بد أن تقبل لا إله إلا الله، وأن تقبل جميع ما تلزمك به لا إله إلا الله، فلا ترد شيء من مقتضيات لا إله إلا الله.

والكفر بما يعبد من دون الله: هذا الثامن، الكفر بما يعبد من دون الله، هذا هو الشرط الثامن، هذا هو الشرط الثامن الكفر بما يعبد من دون الله، ولذا جاءت هذه الشروط مجموعة في بيتين:

علم يقين .. ، السبعة في بيت واحد، والثامن في البيت الثاني.

علم يقين وإخلاص وصدقك مع ... محبة وانقياد والقبول لها

علم، يقين، إخلاص، صدق، محبة، انقياد، قبول، سبعة.

وزيد ثامنها الكفران منك بما ... سوى الإله من الأوثان قد أله

<<  <  ج: ص:  >  >>