للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشهادة بأن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتنبه، بل في هذا مضاهاة للنصارى في قولهم: إن عيسى هو الله أو ثالث ثلاثة، فهنا يوهم بأنه - صلى الله عليه وسلم - ثاني اثنين؟! انظر التراتيب الإدارية ١/١٧٨ - ١٨٠.

الله مُتولٍّ على عباده: (١)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- في رده على الرافضي: (إن الله سبحانه لا يوصف بأنه متولٍّ على عباده، وأنه أمير عليهم، جل جلاله، وتقدست أسماؤه، فإنه خالقهم ورازقهم، وربهم، ومليكهم، له الخلق والأمر، ولا يُقال: إن الله أمير المؤمنين، كما يسمى المتولي، مثل علي، وغيره: أمير المؤمنين، بل الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يقال أيضاً: إنه متول على الناس، وأنه أمير عليهم، فإن قدْرهُ أجلُّ من هذا) اهـ.

الله موجود في كل مكان: (٢)

عن عبد الله بن معاوية الغاضري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاث من فعلهن فقد طعِم طعم الإيمان)) .. وفيه: ((وزكى نفسه)) ، فقال رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: ((أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان)) .

رواه البيهقي، وغيره.

قال الألباني:

(فائدة: قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله معه حيث كان)) ، قال الإمام محمد بن يحيى الذهلي: ((يريد أن الله علمه محيط بكل مكان، والله على العرش)) .

ذكره الحافظ الذهبي في ((العلو)) رقم الترجمة (٧٣) بتحقيقي واختصاري.

وأما قول العامة وكثير من الخاصة: الله موجود في كل مكان، أو في كل الوجود، ويعنون بذاته، فهو ضلال، بل هو مأخوذ من القول بوحدة الوجود، الذي يقول به غلاة الصوفية الذين لا يفرقون بين الخالق والمخلوق، ويقول كبيرهم: كل ما تراه بعينك فهو الله! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً) اهـ.

وانظر في حرف الياء: يا موجود.


(١) (الله مُتولٍّ على عباده: منهاج السنة النبوية ٧/٣٠.
(٢) (الله موجود في كل مكان: السلسلة الصحيحة رقم / ١٠٤٦. فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: ٣/ ١٣٨.

<<  <   >  >>